لمحة عامة حول سجل أسعار عملة بيتكوين
الصفحة الرئيسية
المقالات
لمحة عامة حول سجل أسعار عملة بيتكوين

لمحة عامة حول سجل أسعار عملة بيتكوين

مبتدئ
تاريخ النشر Aug 5, 2021تاريخ التحديث Jun 9, 2023
14m

الموجز

شهدت عملة بيتكوين ارتفاعاً قياسياً في سعرها خمس مرات منذ نشأتها في عام 2009. وحتى الآن، بلغ أعلى سعر قياسي لهذه العملة الرقمية 64000 دولار أمريكي، كما زاد الإقبال عليها. كذلك تعرضت لتقلبات خلال رحلتها، أغلبها حدث كرد فعل للأحداث السياسية والاقتصادية والتنظيمية.

حققت عملة بيتكوين، في المتوسط، نمواً سنوياً بلغ 200%. وبدءً من أغسطس 2021، بلغت القيمة السوقية لعملة بيتكوين 710000000000 دولار تقريباً، وبلغت نسبة سيطرتها على سوق العملات الرقمية نحو 50%.

ويمكن تفسير بعض أسباب تقلبات الأسعار على المدى القصير والمتوسط في ضوء حادثة قرصنة موقع "إم تي جوكس" في عام 2014، وانهيار سوق الأسهم العالمية في عام 2020. فعلى المدى البعيد، يمكن استعراض الصورة الشاملة عن طريق التعرّف على نماذج تستخدم التحليل الفني والتحليل الأساسي وتحليل توجهات السوق.

ومن النماذج اللافتة فيما يتعلق بالتحليل الفني، منحنى النمو اللوغاريتمي لعملة بيتكوين، ونظرية هايبرويف (Hyperwave Theory). أما نظرية هايبرويف فتربط السعر بتوجهات المستثمرين أثناء المراحل التي تشهد تقلبات. أما بالنسبة للتحليل الأساسي، فيتيح نموذج المخزون إلى التدفق وقانون "ميتكالف" تتبع سعر بيتكوين بشكلٍ موضوعي. ويمكن الجمع بين هذه الوسائل للحصول على رؤية متوازنة.


المقدمة

تحولت أنظار العالم إلى البيتكوين بعد الارتفاع الهائل لقيمتها منذ عام 2009. لكن الرحلة لم تكن مقتصرة على فترات الصعود في السعر وتحقيق المكاسب. فقد شهدت البيتكوين فترات انخفضت فيها قيمتها كما تعرضت الأسواق للهبوط. وعلى الرغم من التقلبات التي تعرضت لها هذه العملة الرقمية، إلا أنها تفوقت على جميع الأصول التقليدية حتى الآن. ويتحدد سجل أسعار عملة بيتكوين بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، ويمكن التعرّف عليها عبر وسائل ووجهات نظر مختلفة.


كيفية تحليل سجل أسعار بيتكوين

قبل التطرّق إلى الحديث عن البيانات، لنلقي نظرة على كيفية تحليل سجل أسعار بيتكوين، وذلك عبر ثلاث طرق مختلفة هي: التحليل الفني والتحليل الأساسي وتحليل التوجهات. ولكل نوع منها مواطن قوة ومواطن ضعف لكن يمكن الجمع بينها لتكوين صورة أكثر وضوحاً.

1. التحليل الفني: يعتمد على استخدام تاريخ السعر وبيانات حجم التداول في تجربة سلوك السوق والتنبؤ به في المستقبل. فعلى سبيل المثال، يمكن حساب المتوسط المتحرك البسيط على مدار 50 يوماً عن طريق حساب متوسط الأسعار خلال آخر 50 يوماً. وتتيح لك هذه الطريقة عمل استنتاجات حول المتوسط المتحرك البسيط عن طريق تتبع المتوسط على مخطط أسعار الأصول الخاص بك. فلتفترض أن سعر تداول عملة بيتكوين كان أقل من المتوسط المتحرك البسيط على مدار الخمسين يوماً لفترة استغرقت عدة أسابيع ثم ارتفع السعر بعد ذلك. فقد تكون هذه الحركة مؤشراً على إمكانية التعافي.
2. التحليل الأساسي: يعتمد على استخدام البيانات التي تمثل القيمة الأساسية الفعلية للمشروع أو العملة الرقمية. ويركز هذا النوع من التحليلات على عوامل داخلية وخارجية لحساب القيمة الفعلية للأصول. فمثلاً، يمكنك متابعة المعاملات اليومية على منصة بيتكوين لقياس مدى انتشار الشبكة. فإذا كان هذا الرقم في تزايد مع مرور الوقت، يُنبئ ذلك بأن المشروع واعد، وأن السعر قد يرتفع.
3. تحليل التوجهات: يعتمد على استخدام توجهات السوق في التنبؤ بتحركات السعر. وتشمل توجهات السوق مشاعر المستثمرين وسلوكهم تجاه أحد الأصول. وعادةً تُصنَّف هذه التوجهات إما صعودية أو هبوطية. على سبيل المثال، يشير الارتفاع الكبير في مؤشر عمليات بحث جوجل حول شراء عملة بيتكوين إلى توجه إيجابي في السوق.


ما العوامل التي أثرت في تداول بيتكوين في المراحل المبكرة؟

فيما يلي سنستعرض العوامل التي أثرت في حجم التداول والأسعار؛ حيث أنها تغيرت مع مرور الوقت منذ نشأة بيتكوين. ففي عام 2009، كانت بيتكوين قاصرة على فئة بعينها ومستوى سيولة منخفض. فكانت عمليات التداول تجري خارج المنصات بين المستخدمين على منتدى "BitcoinTalk" ومنتديات أخرى كانت تعتبر أن قيمة بيتكوين تكمُن في كونها عملة غير مركزية. وحتى المضاربات التي نشاهدها اليوم ليس لها دور يذكر.
في 3 يناير عام 2009، قام ساتوشي ناكاموتو بتعدين أول كتلة بيتكوين، وكانت المكافأة 50 بيتكوين حينذاك. وبعدها بتسعة أيام أرسل 10 بيتكوين إلى هال فيني، لتُسجل أول معاملة بيتكوين على الإطلاق. وفي 22 مايو 2010، كان سعر بيتكوين لا يزال أقل من 0.01$. كذلك شهد هذا اليوم أول معاملة بيتكوين تجارية حيث اشترى لازلو هانيتش قطعتين من البيتزا مقابل 10000 بيتكوين. وفي ذلك الوقت، اعتبر مستخدمو منتديات "Bitcointalk" هذه المعاملة مجرد طُرفة. وهذا ما يتناقض مع الاستخدام الحالي، إذ أنه بوسعك الآن شراء احتياجاتك اليومية عن طريق استخدام بطاقة فيزا Binance (بينانس).
ومع ارتفاع سعر عملة بيتكوين وزيادة الإقبال عليها، حاز قطاع صغير غير خاضع للضوابط التقليدية على حصة تنمو مع مرور الوقت في تسهيل المعاملات والتداول. وتشمل العملات الرقمية منصات التداول وأسواق الديب ويب. وغالباً ما يتأثر سعر بيتكوين تأثراً كبيراً في حالة اختراق الأسواق ومنصات التداول هذه، أو إغلاقها، أو مراقبتها. فبعض منصات التداول التي جرى اختراقها كانت لديها أرصدة هائلة من عملة بيتكوين، ما تسبب في حدوث هزات عنيفة في الأسعار وفقدان الثقة في السوق. وسنتطرق إلى هذا الموضوع بمزيدٍ من التفصيل لاحقاً.


ما العوامل التي تؤثر في تداول بيتكوين حالياً؟

اليوم تتشارك بيتكوين مع الأصول التقليدية في جوانب أكثر عما كانت عليه في بداياتها. ويعد زيادة الإقبال من جانب قطاعات مثل قطاع التجزئة والقطاع المالي والقطاع السياسي مؤشراً على زيادة عدد العوامل التي تؤثر على سعر بيتكوين وحجم تداولها. كما أن الاستثمار المؤسسي في العملات الافتراضية يشهد نمواً، ما يُفسح المجال لمزيد من التكهنات. لذا تشير هذه النقاط إلى أن العوامل التي تؤثر في تداول بيتكوين حالياً تختلف عن الوقت الذي ظهرت فيه العملة. وفيما يلي نناقش أهم هذه العوامل.

1. تتوفر حالياً آليات الضبط بشكل أكبر عما كانت عليه في بداية بيتكوين. فبعد أن بدأت الحكومات استيعاب فكرة العملات الرقمية وتقنية سلسلة بلوكشين بشكلٍ أكبر، اتجهت إلى اتخاذ إجراءات رقابية وتنظيمية بشكلٍ أوسع. وسواءً كانت هذه الإجراءات صارمة أو متساهلة، فإن لكل منها انعكاساته. وكانت بعض التغييرات في سعر بيتكوين لها علاقة بحظر عملة بيتكوين في إحدى الدول أو الإقبال عليها في دولة أخرى.

2. إن حالة الاقتصاد العالمي حالياً عامل مباشر في تحديد سعر بيتكوين وحجم تداولها. فعلى سبيل المثال، اتجه الأشخاص الذين يعيشون في دول تعاني التضخم المفرط إلى العملات الرقمية للحد من أثر التضخم. فنتيجة للأزمة الاقتصادية التي شهدتها فنزويلا في بداية عام 2016، شاهدنا معدلاً قياسياً في حجم التداول على منصة "LocalBitcoins" بالبوليفار الفنزويلي. كما شهد انهيار سوق الأسهم العالمية في 2020 بداية الاتجاه الصعودي لعملة بيتكوين الذي استمر لأكثر من عام. وينظر إلى بيتكوين الآن باعتبارها مخزناً للقيمة، مثلها مثل الذهب. فعندما تكون الثقة منخفضة تجاه جوانب أخرى في الاقتصاد، يلجأ الناس إلى شراء هذه الأصول.


3. قد يؤدي زيادة الإقبال من جانب الشركات الكبرى إلى انتعاش سعر بيتكوين. فقد بادرت شركات مثل باي بال وسكوير وفيزا وماستر كارد بدعم العملات الرقمية، ما أعطى المستثمرين ثقة في العملة. وحتى متاجر التجزئة بدأت قبول المدفوعات بعملة بيتكوين. وعلى النقيض، فقد يؤدي سحب الدعم إلى انتكاسات في السعر، مثلما جرى بعد إعلان إيلون ماسك وقف قبول بيتكوين في تسوية مدفوعات "تسلا" في 17 مايو 2021. وحينها، تراجع السعر من 55000 دولار أمريكي للبيتكوين الواحد إلى 48500 في ذلك اليوم.


4. زيادة الإقبال على المضاربة والمشتقات مثل عقود "Bitcoin futures" الآجلة التي عززت الطلب في السوق بشكلٍ أكبر. فبدلاً من الاحتفاظ بعملة البيتكوين واستثمارها من أجل قيمتها الفعلية، يلجأ المتداولون والمضاربون إلى بيع  بيتكوين في سوق العقود الآجلة من أجل تحقيق الأرباح، ما يؤدي إلى الضغط على السعر. وهذا يعني أن سعر بيتكوين لم يعد متوقفاً على عامل الربحية وحده.


سجل أسعار بيتكوين

منذ عام 2009، تعرض سعر بيتكوين لتقلبات كبيرة. وأسهمت جميع العوامل التي ذكرناها آنفاً في رحلتها حتى هذه المرحلة. فرغم تقلب السعر بين الصعود والهبوط، إلا أنه أعلى بكثير عما كان عليه في البداية. 
وعندما نعقد مقارنة بين بيتكوين ومؤشر ناسداك 100 والذهب، يتكشف لنا أن بيتكوين تخطت هاذين الأصلين القويين من حيث الأداء بفارقٍ كبير. كما ستتعرف على التقلبات التي شهدتها بيتكوين، إذ تسجل بيتكوين خسائر سنوية أكبر من حيث النسبة عن أي خسائر سجلها الذهب أو مؤشر ناسداك 100 (مصدر البيانات: @CharlieBilello).

2011

2012

2013

2014

2015

2016

2017

2018

2019

2020

بيتكوين

1473%

186%

5507%

-58%

35%

125%

1331%

-73%

95%

301%

الذهب

9.6%

6.6%

-28.3%

-2.2%

-10.7%

8.0%

12.8%

-1.9%

17.9%

24.8%

ناسداك 100

%3.4

%18.1

%36.6

%19.2

%9.5

%7.1

%32.7

-%0.1

%39.0

%48.6


وفقاً لموقع CaseBitcoin، سجلت بيتكوين معدل نمو سنوي مركّب على مدار 10 سنوات بلغت نسبته 196.7%. ويقيس معدل النمو السنوي المركب معدل النمو السنوي لأحد الأصول مع حساب التراكم. وشهدت عملة بيتكوين ارتفاعاً قياسياً في سعرها أربع مرات، حيث ارتفعت قيمتها من دولار واحد في 2011 إلى أعلى سعر قياسي بلغ نحو 65000 دولار في مايو 2021. ونورد فيما يلي تحليلاً مفصلاً لسجل أسعار بيتكوين في خمس مراحل مختلفة.



1. يونيو 2011 بعد أن كان سعر البيتكوين يُقدر بالسنت في العام السابق، حققت العملة ارتفاعاً هائلاً ليصل سعرها إلى 32 دولار. فقد شهدت بيتكوين أول فترة صعود لها، ثم تلتها انخفاض متوسط ووصل سعرها إلى 2.10 دولار أمريكي.
2. أبريل 2013: بعد أن كان سعر بيتكوين 13دولار في بداية العام، شهدت بيتكوين أول فترة صعود في ذلك العام، حيث قفزت قيمتها لتصل إلى 260 دولار في 10 أبريل 2021. ثم انهار السعر ووصل إلى 45 دولار خلال اليومين التاليين.
3. ديسمبر 2013: بحلول نهاية العام، شهدت بيتكوين ارتفاعاً في سعرها بمقدار 10 أضعاف تقريباً بين شهري أكتوبر وديسمبر. ففي بداية شهر أكتوبر، كان سعر التداول لبيتكوين 125 دولار قبل أن يصل إلى ذروته التي بلغت 1160$. وفي 18 ديسمبر، انهار السعر مرة أخرى ليصل إلى 380دولار.
4. ديسمبر 2017: بعد أن كان السعر في بداية العام 1000 دولار في يناير 2017، حققت بيتكوين ارتفاعاً هائلاً في سعرها حيث بلغ نحو 20000 دولار في 17 ديسمبر 2017. وكان لهذه القفزة الهائلة الفضل في تعزيز مكانة بيتكوين في السوق، حيث أثارت اهتمام المستثمرين المؤسسيين والحكومات.
5. أبريل 2021: أدى انهيار سوق الأسهم وسوق العملات الرقمية في مارس 2020 إلى ارتفاع متواصل في سعر العملة حتى وصل إلى 63000 دولار في 13 أبريل 2021. ونتيجة للهزة التي ضربت الاقتصاد بسبب تفشي جائحة كورونا، كانت بيتكوين في نظر البعض مخزناً للقيمة. وفي مايو 2021، تعرضت بيتكوين وسوق العملات الرقمية بصقةٍ عامة إلى انتكاسة كبيرة في الأسعار قبل أن يحدث ركود.


الأحداث التي تؤثر في الأسعار على المدى القريب

لا تفسر النماذج الأساسية والفنية التي سنستخدمها لاحقاً سلوك السعر في جميع الحالات. فثمة عوامل خارجية، منها الأحداث السياسية والاقتصادية لها أدوار أكبر تأثيراً ويتعذر تحليلها على نحوٍ منفصل. ومن الأمثلة الهامة على ذلك الاختراق الشهير الذي تعرضت له بيتكوين في بداياتها.

اختراق منصة التداول "إم تي جوكس"

كان اختراق منصة التداول "إم تي جوكس" حدثاً هاماً في 2014 وأدى إلى انخفاض سعر بيتكوين مؤقتاً. في ذلك الوقت، كانت منصة تداول العملات الرقمية ومقرها طوكيو المنصة الأكبر في السوق، حيث كان حجم التداول عليها يمثل 70% من المخزون الإجمالي لبيتكوين. ومنذ إنشاء "إم تي جوكس" في عام 2010، تعرضت المنصة للعديد من حالات الاختراق إلا أنها استطاعت مواصلة أنشطتها.

رغم ذلك، أسفر اختراق عام 2014 عن سرقة نحو 850000 بيتكوين، حيث كان هذا الرقم يمثل النصيب الأكبر من الأصول الرقمية لمنصة التداول. وعلقت منصة "إم تي جوكس" عمليات السحب في 14 فبراير 2014، ما أدى إلى انخفاض سعر بيتكوين بنحو 20% حيث وصل إلى 680 دولار بعد أن كان سعر التداول 850 دولار غالبية أيام الأسبوع.

في نهاية المطاف، استولى المخترقون على 4500000000 (دولار أمريكي) من أموال المستخدمين، وأعلنت منصة "إم تي جوكس" إفلاسها. وقد صرح بعض المستخدمين السابقين بحدوث مشكلات متعلقة برمز الموقع لم يتم إصلاحها في ذلك الوقت. وحتى يومنا هذا لم تتضح الأسباب التي أدت إلى اختراق المنصة، ما أسفر عن رفع دعاوى قضائية واتخاذ إجراءات قانونية ضد الرئيس التنفيذي لمنصة التداول مارك كاربيليس.


ما تحليلنا لسجل أسعار بيتكوين طويل الأمد؟

على المدى البعيد، تؤثر الأحداث الصغيرة الثانوية تأثيراً طفيفاً على السعر. ولهذا السبب، من الضروري البحث عن طرق أخرى لتفسير المسار الإيجابي لبيتكوين بوجهٍ عام. وأحد الخيارات دراسة النماذج التحليلية التي تستخدم التقنيات التي ذكرناها آنفاً.

التحليل الأساسي: نموذج نسبة المخزون إلى التدفق

يستخدم نموذج نسبة المخزون إلى التدفق موارد محدودة باعتبارها مؤشراً للسعر. من حيث المبدأ، تُعامل بيتكوين بشكلٍ أو بآخر معاملة الذهب أو الألماس. ومع مرور الوقت، يرتفع سعر هاتين السلعتين نظراً لندرتهما. لذلك فإن هذا العامل يتيح للمستثمرين استخدامهما باعتبارهما مخازن للقيمة.
إذا حصرت إجمالي التداول للمخزون العالمي (سوق الأسهم)، ثم قسمته على إجمالي الكم الذي جرى إنتاجه بالسنة (التدفق)، يمكنك استخدام هذه النسبة باعتبارها نموذجاً لسعر بيتكوين مع مرور الوقت. فنحن نعلم أننا سنحصل على العدد الفعلي لمعدنين بيتكوين الجدد وسنعرف تقريباً التوقيت الذي سيستلمون فيه العملات. ببساطة، تنخفض عائدات التعدين، ما يؤدي إلى زيادة نسبة المخزون إلى التدفق.

أثبت نموذج نسبة المخزون إلى التدفق نجاحه نظراً لدقته في نمذجة سجل أسعار بيتكوين حتى الآن. وكما هو موضّح في الشكل أدناه يظهر المتوسط المتحرك البسيط على مدار 365 يوماً، وبيانات سجل الأسعار، وكذلك التنبؤات بشأن المستقبل.


هذا النموذج له بعض الجوانب السلبية، فمع مرور الوقت عندما يصل تدفق بيتكوين إلى نقطة الصفر، يصبح النموذج غير صالح نظراً لاستحالة القسمة على صفر. فنتيجة هذه الحسبة تنبؤات غير منطقية لا حصر لها لأسعار بيتكوين. ويمكنك الاطلاع على مقالنا حول مزايا نموذج نسبة المخزون إلى التدفق وعيوبه تحت عنوان بيتكوين ونموذج نسبة المخزون إلى التدفق للتعرّف على مزيدٍ من التفاصيل.


التحليل الأساسي: "قانون ميتكالف"

قانون ميتكالف عبارة عن مفهوم عام يستخدم في شبكات الاتصالات يمكن تطبيقه على شبكة بيتكوين. وينص على أن قيمة الشبكة تنمو بمعدل مربع عدد مستخدمي الشبكة المتصلين. ماذا يعني هذا تحديداً؟ ومن الأمثلة سهلة الفهم شبكة الهاتف. فكلما زاد عدد أصحاب الهواتف، زادت قيمة الشبكة سريعاً. 

وفي حالة بيتكوين، يمكن حساب قيمة ميتكالف عن طريق استخدام عدد عناوين محافظ بيتكوين النشطة، والمعلومات العامة الأخرى في سلسلة بلوكشين. فإذا قارنت بين قيمة ميتكالف والسعر، ستجد اتساقاً بينهما. كذلك يمكنك استقراء الاتجاه للتنبؤ بالأسعار المستقبلية المحتملة، كما فعل تيموثي بيترسون في الشكل التالي.


تتيح نسبة الشبكة إلى ميتكالف استخداماً آخر لقانون "ميتكالف". حيث يمكن حساب النسبة عن طريق حصر القيمة السوقية لبيتكوين، ثم قسمتها باستخدام معادلة تقريبية لقانون "ميتكالف". وتستخدم المعادلة عدد العناوين النشطة المميزة في يوم محدد باعتبارها بديلاً لمستخدمي الشبكة. وتُحدد العناوين المميزة بأن لها رصيد لا صفري، بالإضافة إلى إجراء معاملة عبرها في ذلك اليوم.

تشير القيمة التي تتعدى الرقم واحد إلى أن السوق مبالغ في قيمته، كما تشير القيمة الأقل من واحد إلى أن السوق أقل من قيمته الفعلية. ويمكنك مشاهدة كيف يبدو ذلك في الشكل التالي من موقع "Cryptoquant". وتظهر نسبة قيمة الشبكة إلى ميتكالف على اليسار، أما قيمة الشبكة تظهر على الجانب الأيمن.


التحليل الفني: منحنى النمو اللوغاريتمي لعملة بيتكوين

منحنى النمو اللوغاريتمي لعملة بيتكوين عبارة عن نموذج تحليل فني طوره كول جارنر في عام 2019. وتعرض مخططات أسعار بيتكوين القياسية السعر اللوغاريتمي مقابل الوقت الخطي على المحور "س". كذلك إذا سجلتَ الوقت، يمكنك رسم خطوط بسيطة للتداول تتوافق مع أعلى ثلاث فترات صعود في السعر ومستويات دعم السوق لعملة بيتكوين.


يمكن تحويل هذه الخطوط إلى الشكل الأصلي الذي يحتوي على السعر اللوغاريتمي، للحصول على منحنى نمو يتوافق تماماً مع سجل أسعار بيتكوين حتى هذا التوقيت، كما هو موضح في الشكل التالي من موقع LookIntoBitcoin.com.


التحليل الفني: نظرية هايبرويف

طور تايلور يانكس نظرية هايبرويف في محاولة لتفسير سلوك الأسعار من خلال مشاعر المستثمرين. وتشير النظرية إلى أن توجهات السوق تتنقل بشكلٍ متكرر بين التفاؤل والتشاؤم. وغالباً من تؤدي تلك المشاعر إلى حدوث هايبرويف حيث يصعد السعر مع مرور الوقت قبل أن تنعكس إلى نمط هبوطي. لكن رغم أن يانكس عزى أن النموذج نشأ من توجهات السوق، إلا أن الرسم البياني استخدم التحليل الفني متضمناً بيانات الأسعار من أجل رسم خطوط التداول. ووفقاً لنظرية هايبرويف، ثمة سبع مراحل في كل دورة سوق.


في المراحل 1 و5 و7، يجب أن يكون سعر الأصل أقل من خط المقاومة. وفي المراحل 2 و3 و4 و6، يجب أن يكون السعر أعلى من خطوط الدعم. ولن يلتزم كل أصل بالقواعد بشكلٍ كامل، لكن ثمة دليل أن النموذج مستخدم في بعض الأسواق. ويظهر في الشكل التالي مثال لمؤشر ناسداك المركب 2000، الذي فسرته بدقة ليا والد (الرئيس التنفيذي لشركة Valkyrie Investments Inc).


لنلقي نظرة على فترات صعود سعر بيتكوين خلال عام 2017. فإذا طبقت اتجاهات نظرية هايبرويف، ستكتشف أنها ملائمة نسبياً بغض النظر عن المرحلة الأولى. كما ستكتشف أن صعود السعر بسرعة كبيرة، تبعها انهيار هائل في المراحل الواردة سابقاً.


أفكار ختامية 

ثمة العديد من النظريات التي تهدف إلى تفسير سجل أسعار بيتكوين. لكن أياً كانت الإجابة، فإن معدل النمو السنوي المركب لعملة بيتكوين البالغ 200% على مدار 10 سنوات أظهر القفزة الهائلة التي حققتها العملات الرقمية. وحتى على مستوى العملات الرقمية، حققت بيتكوين سيطرة على السوق بنحو 50% بدء من أغسطس 2021، وبلغت قيمتها السوقية 710000000000 دولار تقريباً.

ومن الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا النمو الهائل، التحليلات الأساسية للعملات الرقمية، وتوجهات السوق، والأحداث الاقتصادية. لكن رغم ذلك، لا يُعد الأداء في وقتٍ سابق مؤشراً لنتائج المستقبل. إذ أنه يساعد في فهم سبب الاتجاه الصعودي لسعر بيتكوين، لكنه لا يخبرنا بما سيحدث في المستقبل. فعندما ننظر إلى الصورة الأكثر شمولاً، حققت بيتكوين نمواً هائلاً بالنظر إلى كونها فئة أصول جديدة لم يتعد عمرها 12 عاماً.