المحتويات
- المقدمة
- ما المقصود باستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار؟
- ما مزايا استخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار؟
- أمثلة على استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار
- حاسبة متوسط التكلفة بالدولار
- الجدل حول استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار
- أفكار ختامية
المقدمة
ما المقصود باستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار؟
تُبنى هذه الفرضية على أساس أنه عند دخول السوق بهذه الطريقة لن يكون الاستثمار عرضةً للتقلبات، مثلما هو الحال عند ضخ الأموال دفعةً واحدة (أي ضخ كامل المبلغ مرة واحدة). كيف ذلك؟ إليكً الجواب، إن الشراء على فترات منتظمة من شأنه تخفيض متوسط السعر. فعلى المدى البعيد، تعمل هذه الاستراتيجية على الحد من الأثر السلبي الذي قد يخلفه الدخول في صفقات غير جيدة على استثمارك. وفيما يلي سنكتشف سوياً آلية عمل استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار ولماذا ننصح باستخدامها.
ما مزايا استخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار؟
ففي حالة تجزئة الاستثمار على دفعات صغيرة، فعلى الأرجح ستحصل على نتائج أفضل من استثمار المبلغ نفسه على هيئة دفعة واحدة كبيرة. وعلى غير المتوقع، من السهل تنفيذ عملية شراء في توقيت خاطئ، وقد يؤدي هذا إلى نتائج غير مُرضية. والأهم من ذلك، أنه سيكون بإمكانك الحدّ من بعض التحيزات عند اتخاذ القرار. فبمجرد تطبيق استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار، تتكفل الاستراتيجية باتخاذ القرارات نيابةً عنك.
كما ذكرنا، فإن اختيار التوقيت الصحيح لدخول السوق أمراً بالغ الصعوبة. وحتى أبرز الخبراء في مجال التداول يواجهون أحياناً صعوبات في قراءة السوق على نحوٍ يتسم بالدقة. كذلك، فإنه في حالة تطبيق استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار في إحدى الصفقات، قد يلزمك أيضاً دراسة خطة للخروج. هذه الخطة، هي استراتيجية تداول للخروج من الصفقة.
حالياً، إن أردتَ تحديد سعر مستهدف (أو نطاق السعر)، فلن يتطلب منك ذلك بذل كثيرٍ من الجهد. كما ذكرنا سابقاً، عليك تجزئة استثمارك على دفعات متساوية، والبدء في بيعها بعد أن يصل سعرها في السوق إلى السعر المستهدف. وعلى هذا النحو، يكون بمقدروكَ الحد من مخاطرة عدم الخروج في التوقيت الصحيح. لكن يتوقف ذلك كلياً على نظام التداول الذي تتبعه.
أداء مؤشر داو جونز الصناعي (يُعرف اختصاراً بـ (DJIA)) منذ عام 1915.
على الرغم من مرور فترات قصيرة من الركود، إلا أن مؤشر داو جونز شهد تصاعداً مستمراً على مدار تلك الفترة. وتهدف استراتيجية الشراء والاحتفاظ إلى دخول السوق والاستمرار في الصفقة لفترة طويلة بحيث لا يؤثر فيها عامل التوقيت.
مثال يوضح استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار
سنقسّم المبلغ (10000 دولار) إلى 100 دفعة، تبلغ قيمة كل دفعة 100 دولارٍ. وفي كل يوم، نشتري عملة بيتكوين بما يساوي قيمته 100 دولار، أياً كان السعر. وبذلك سنوزّع المبلغ الكليّ المراد استثماره على ثلاثة أشهر تقريباً.
هل نستخدم الاستراتيجية نفسها؟ غالبأ لا. فهذه المحفظة الاستثمارية تحتاج إلى مدى زمني أطول. إذ أنها تتطلب منّا الاستعداد مسبقاً لتخصيص الـ 10000 دولار لهذه الاستراتيجية لبضع سنين أخرى. فما الخيار المطروح؟
سنقسّم المبلغ إلى 100 دفعة، تبلغ قيمة كل دفعة 100دولار، كما فعلنا في المثال السابق. لكن هذه المرة سنشتري بيتكوين بما قيمته 100 دولار كل أسبوع. يبلغ عدد الأسابيع في العام الواحد 52 أسبوعاً، بذلك يستغرق تنفيذ الاستراتيجية كاملةً أقل من عامين.
وهكذا، سنبني صفقة طويلة الأجل خلال الفترة التي يتجه فيها السعر إلى الهبوط. فلن يفوتنا القطار عندما يبدأ السعر في الصعود، كما سنكون قد خففنا من حدة بعض مخاطر الشراء خلال فترة هبوط السعر.
لكن يجب الوضع في الحسبان أن هذه الاستراتيجية قد تنطوي على مخاطرة – فقد نتجه للشراء خلال فترة هبوط السعر رغم كل ذلك. ويُفضّل بعض المستثمرين الانتظار حتى التأكد من نهاية فترة هبوط السعر، ومن ثم بدء الصفقة. وفي حالة التأكد من انتهاء هذه الفترة، ربما يرتفع متوسط التكلفة (أو سعر السهم)، لكن في المقابل تنخفض مخاطرة هبوط السعر بشكلٍ كبير.
حاسبة متوسط التكلفة بالدولار
ويستعرض الشكل أدناه أداء استثمارك في حالة شراء ما قيمته 10 دولارات من بيتكوين كل أسبوع على مدار الخمس سنوات المنصرمة. إن 10 دولارات أسبوعياً ليست بالمبلغ الكبير، أليس كذلك؟ حسناً، بداية من شهر أبريل 2020، ستكون قد استثمرتَ حوالي 2600 دولار، وبلغ رصيدك التراكميّ من بيتكوين ما قيمته 20000 دولار.
تحليل الأداء عند شراء ما قيمته 10 دولارات من بيتكوين أسبوعياً على مدار الخمس سنوات المنصرمة. المصدر: dcabtc.com
هل ترغب في بدء تداول العملات الرقمية؟ قم بشراء البيتكوين على Binance!
الجدل حول استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار
رغم ما تحققه استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار من مكاسب، إلا أنه يوجد في المقابل من يُشكك في جدواها. فبلا شك، تحقق الاستراتيجية أفضل النتائج عندما يشهد السوق تقلبات حادة. ويُعد هذا منطقياً، حيث أن الاستراتيجية مصممة للحد من تأثيرات التقلبات الحادة على الصفقات.
ويرى البعض، على الرغم من ذلك، أن الاستراتيجية ستحرم المستثمرين من تحقيق المكاسب عندما يكون أداء السوق جيداً. كيف ذلك؟ إذا كان السوق في حالة تصاعد مستمر للسعر، فمن المفترض أن الأشخاص الذين استثمروا أموالهم في وقت مبكر سيتحصلون على نتائج أفضل. وبذلك يكون لاستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار تأثيراً سلبياً على المكاسب في حالة صعود السعر. وفي هذه الحالة، قد يكون استثمار المبلغ دفعة واحدة أفضل من استخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار.
لكن حتى في هذه الحالة، لا يتوفر لدى غالبية المستثمرين مبالغ كبيرة لاستثمارها دفعةً واحدة. لكن قد يكون بوسعهم استثمار مبالغ صغيرة على المدى البعيد – وفي تلك الحالة قد تكون استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار هي الحل المناسب.
أفكار ختامية
استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار هي استراتيجية تبادل تتيح الدخول في صفقة استثمارية مع الحد من تأثير التقلب على الاستثمار. وتتضمن تجزئة الاستثمار إلى دفعات صغيرة والشراء على فترات منتظمة.
وتتمثل الميزة الرئيسية لاستخدام هذه الاستراتيجية في أن تحديد التوقيت المناسب لدخول السوق ليس بالأمر اليسير، لذلك فهي توفر فرصة للمستثمرين الذين لا يرغبون في متابعة الأسواق بشكلٍ مستمر.
ومع ذلك، كما يرى بعض المشككين، قد تتسبب استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار في حرمان بعض المستثمرين من تحقيق مكاسب خلال فترات الصعود في الأسواق. ومن ناحية أخرى، فإن فقدان بعض الأرباح ليس نهاية العالم – إذ تُعد استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار خياراً ملائماً بالنسبة لكثير من المستثمرين.