كيفية إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية التداول
الصفحة الرئيسية
المقالات
كيفية إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية التداول

كيفية إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية التداول

متوسط
تاريخ النشر Dec 17, 2020تاريخ التحديث Jun 21, 2023
7m

الموجز

هل تعتقد أن لديك أفكارًا رائعة حول السوق ولكن لا تعرف طريقة لاختبارها دون المخاطرة بأموالك؟ يُعد تعلم كيفية إجراء اختبار رجعي لأفكار التداول إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها المتداول المنهجي الناجح.

تتمثل الفرضية الأساسية لإجراء الاختبار الرجعي في أنّ ما نجح في الماضي قد ينجح في المستقبل. ولكن كيف تفعل ذلك بنفسك؟ وكيف يمكنك تقييم النتائج؟ لنستعرض عملية إجراء اختبار رجعي بسيط في ما يلي.

المقدمة

يمثل إجراء اختبار رجعي أحد المكونات الرئيسية لتطوير استراتيجية رسم المخططات البيانية والتداول الخاصة بك. وتستلزم هذه العملية إعادة بناء صفقات تداول كانت ستحدث في الماضي من خلال نظام يستند إلى بيانات قديمة. ومن المفترض أن تمنحك نتائج الاختبار الرجعي فكرة عامة عما إذا كانت استراتيجية الاستثمار فعالة أم لا.

ما هو الاختبار الرجعي؟

إذا كنت ترغب أولًا في فهم الاختبار الرجعي فهمًا أعمق، يمكنك الاطلاع على المقالة بعنوان ما هو الاختبار الرجعي؟

باختصار، يتمثل الهدف الأساسي من إجراء الاختبار الرجعي في تحديد مدى صحة أفكار التداول الخاصة بك، حيث تستخدم بيانات السوق في فترات سابقة لترى ما كان ليثمر عنه أداء الاستراتيجية. فإذا أثبتت الاستراتيجية أن لديها إمكانات جيدة، فقد تكون فعالة أيضًا في بيئة تداول حالية.

ماذا تفعل قبل إجراء الاختبار الرجعي؟

قبل بدء الاختبار الرجعي، يجب أن تقرر نهج التداول الخاص بك، هل أنت متداول منهجي أم تقديري؟

التداول التقديري قائم على اتخاذ القرارات — أي يعتمد المتداولون على تقديرهم الذاتي في ما يتعلق بالدخول والخروج من الصفقات، وهي استراتيجية مرنة وغير محدودة، حيث ترجع معظم القرارات إلى تقييم المتداول للظروف الحالية. وكما هو متوقع، إجراء اختبار رجعي لن يكون ذي أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالتداول التقديري نظرًا لأن الاستراتيجية غير محددة بوضوح.

وهذا بالطبع لا يعني أنه إذا كنت تعتمد على التداول التقديري، فلا ينبغي عليك إجراء اختبار رجعي أو استخدام التداول الورقي على الإطلاق، لكنه يعني فقط أن النتائج قد لا تكون موثوقة كما هو الحال في المعتاد مع التداول المنهجي.

يتناسب التداول المنهجي بشكل أكبر مع الاختبار الرجعي، حيث يعتمد المتداولون المنهجيون على نظام تداول يقوم بتحديد وقت الدخول إلى الصفقات والخروج منها. في حين أن المتداولين المنهجيين يتحكمون في معظم جوانب الاستراتيجية، فإن الاستراتيجية هي التي تحدد لهم إشارات الدخول والخروج. ويمكنك التفكير في الاستراتيجية المنهجية البسيطة في خطوتين بسيطتين:

  1. عندما يقع الحدث (أ) و(ب) معاً في آن واحد، ادخل صفقة التداول. 

  2. عندما يحدث (ج) بعد ذلك، اخرج من الصفقة. 

يفضل بعض المتداولين هذا النهج، حيث يساعد في الحد من القرارات العاطفية أثناء عملية التداول، فضلاً عن توفير درجة معقولة من التأكيد بأن نظام التداول مربح، لكن بالطبع، لا توجد ضمانات.

لهذا من الضروري التأكد من وجود قواعد محددة في نظام التداول الخاص بك في ما يتعلق بوقت الدخول أو الخروج من الصفقات. فالاستراتيجية غير المحددة بوضوح ستؤدي إلى نتائج متضاربة. وكما قد تتوقع، فإن هذا النوع من أساليب التداول أكثر شيوعًا في التداول الخوارزمي.

ثمة برنامج لإجراء الاختبار الرجعي يمكنك شراؤه إذا أردت أتمتة العملية — حيث تقوم ببساطة بإدخال البيانات الخاصة بك ويجري البرنامج الاختبار الرجعي نيابة عنك. لكن في هذا المثال سوف نتناول استراتيجية اختبار رجعي يدوية. يتطلب الأمر مزيدًا من العمل، لكنها مجانًا تمامًا.

كيفية إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية التداول

ستجد في هذا الرابط نموذج جدول بيانات Google Sheets، وهو نموذج أولي يمكنك استخدامه كنقطة انطلاق لإنشاء النموذج الخاص بك، ويمنحك فكرة عامة حول المعلومات التي قد يتضمنها سجل الاختبار الرجعي. ويفضل بعض المتداولون استخدام Excel أو كتابة بعض الأكواد بلغة البرمجة بايثون، إذ لا توجد قواعد صارمة، ويمكنك إضافة أي قدر من البيانات كما تشاء، وكذلك أي معلومات أخرى قد ترى أنها مفيدة.

التاريخ

طلب السوق

الجانب

سعر الدخول

إيقاف الخسارة

جني الربح

المخاطر

المكافأة

الربح والخسارة

12/08

BTCUSD

شراء

$18,000

16,200 دولار

21,600 دولار

10%

20%

3600

12/09

BTCUSD

بيع

$19,000

20,900 دولار

3,300 دولار

10%

30%

-1900


حسنًا، لنبدأ بإجراء اختبار رجعي لاستراتيجية تداول بسيطة:

  • سنقوم بشراء عملة بيتكوين واحدة عند أول إغلاق يومي بعد حدوث تقاطع ذهبي. ويحدث التقاطع الذهبي عندما يمر المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا أعلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم.

  • سنقوم ببيع عملة بيتكوين واحدة عند أول إغلاق يومي بعد حدوث تقاطع الموت. يحدث تقاطع الموت عندما يمر المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم أسفل المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا.

كما ترى، حددنا أيضًا الإطار الزمني الذي تكون فيه الاستراتيجية صالحة للتطبيق. وهذا يعني أنه إذا حدث تقاطع ذهبي على رسم بياني لمدة 4 ساعات، فإننا لن نعتبرها إشارة تداول.

الفترة الزمنية في هذا المثال تبدأ في بداية عام 2019. لكن إذا أردتَ الحصول على مزيد من النتائج الدقيقة والموثوقة، يمكنك الرجوع لفترة زمنية أكبر في تاريخ تحركات سعر عملة البيتكوين.

سنرى الآن ما هي إشارات التداول التي أنتجها هذا النظام خلال الفترة الزمنية المحددة:

  • الشراء عند 5,400 دولار

  • البيع عند 9,200 دولار

  • الشراء عند 9,600 دولار

  • البيع عند 6,700 دولار

  • الشراء عند 9,000 دولار

وفي ما يلي نوضح كيف تبدو الإشارات عندما تكون متراكبة على الرسم البياني:

استراتيجية التقاطع الذهبي - تقاطع الموت. المصدر: أداة TradingView.

صفقة التداول الأولى أدرت أرباح تبلغ حوالي $3,800، بينما أدت الصفقة الثانية إلى تسجيل خسائر بقيمة $2,900 تقريبًا. ويعني ذلك أن الربح والخسارة المحققة تبلغ حاليًا $900. 

كما أن لدينا صفقة تداول نشطة سجلت اعتبارًا من ديسمبر 2020، أرباحًا غير محققة تبلغ $9,000 تقريبًا. وإذا التزمنا بالاستراتيجية المحددة في البداية، سوف نقوم بإغلاق الصفقة عند حدوث تقاطع الموت التالي. 

تقييم نتائج الاختبار الرجعي

ماذا توضح هذه النتائج إذًا؟ كان من المفترض أن تحقق الاستراتيجية التي طبقناها عائدات جيدة، ولكن لم تظهر أي نتائج مميزة حتى الآن. يمكننا إدراك أن صفقة التداول المفتوحة حاليًا قد تؤدي إلى زيادة الربح والخسارة المحققة بشكل كبير، ولكن هذا يتنافى مع هدف الاختبار الرجعي. فإذا لم نلتزم بالخطة، لن نحصل على نتائج موثوقة.

على الرغم من أن هذه الاستراتيجية منهجية، من الضروري أيضًا دراسة السياق. كانت صفقة التداول غير المربحة من $9,600 إلى $6,700 دولار في وقت انهيار السوق نتيجة تداعيات جائحة كورونا في مارس 2020. هذا الحدث غير المتوقع يمكن أن يكون له تأثير هائل على أي نظام تداول. وهذا سبب آخر يوضح أهمية الرجوع إلى فترة زمنية أكبر لمعرفة ما إذا كانت هذه الخسائر خارجة عن المألوف أم أنها نتيجة ثانوية للاستراتيجية.

هذا مثال على عملية اختبار رجعي بسيطة. قد تكون هذه الاستراتيجية واعدة في حال قمنا باختبارها بمزيد من البيانات أو من خلال تضمين مؤشرات فنية أخرى لتقوية الإشارات التي تنتجها.

لكن ما الذي يمكن أن توضحه نتائج الاختبار الرجعي أيضاً؟

  • مقاييس التقلب: الحد الأقصى للصعود والهبوط.

  • التعرض: مبلغ رأس المال الذي تحتاج إلى تخصيصه من حافظتك الاستثمارية بالكامل لتنفيذ الاستراتيجية.

  • العائدات السنوية: النسبة المئوية لعائدات الاستراتيجية على مدار عام.

  • نسبة الربح إلى الخسارة: عدد صفقات التداول في النظام التي من المحتمل أن تحقق أرباحًا وكذلك عدد الصفقات التي من المحتمل أن تحقق خسائر.

  • متوسط سعر التنفيذ: متوسط سعر تنفيذ عمليات الدخول والخروج في عند استخدام الاستراتيجية.

يجب أن تضع في اعتبارك جيدًا أن هذه الأمثلة السابقة لا تمثل قائمة شاملة. يرجع القرار لك في اختيار المقاييس التي ترغب في تتبعها. على أية حال، كلما ازدادت التفاصيل التي تسجلها في دفتر يوميات التداول بشأن الإعدادات ذات الصلة، كلما ازدادت فرصك في التعلم من النتائج التي تحصل عليها. يتبع بعض المتداولون نهجًا صارمًا للغاية عند إجراء اختبار رجعي، وهو ما ينعكس على الأرجح في النتائج التي يحصلون عليها.

ثمة شيء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار وهو التحسين. إذا كنت قد قرأت المقالة حول الاختبار الرجعي، ستدرك الفرق بين الاختبار الرجعي والاختبار التقدمي (أو التداول الورقي). 

أفكار ختامية

لقد تطرقنا إلى الخطوات الأساسية لكيفية إجراء اختبار رجعي يدوي لاستراتيجية التداول التي نستخدمها. لكن من الضروري أن تتذكر أن الأداء السابق لا يضمن الأداء المستقبلي على الإطلاق.

الأسواق تتغير، ويجب أن تتكيف مع هذه التغيرات إذا كنت ترغب في تحسين استراتيجية التداول الخاصة بك. ويجب أن تلتزم بالحذر كذلك ولا تثق في البيانات ثقة عمياء، فالحس السليم والبديهة أداوات مفيدة للغاية —وإن كان الكثيرون يتجاهلونها— عندما يتعلق الأمر بتقييم النتائج.

مقالات ذات صلة