الموجز
يمكن أن يكون الاختبار الرجعي خطوة مهمة في تحسين كيفية تفاعلك مع الأسواق المالية. حيث يساعدك على معرفة ما إذا كانت أفكار واستراتيجيات التداول الخاصة بك منطقية وما إذا كان بإمكانها جني الأرباح.
المقدمة
يُعتبر الاختبار الرجعي أداة يمكنك استخدامها (كمتداول أو مستثمر) عند استكشاف أسواق واستراتيجيات جديدة. ويمكن أن يوفر بعض الملاحظات القيّمة استناداً إلى البيانات ويوضح لك ما إذا كانت فكرتك الأولية صحيحة أم لا.
بغض النظر عن فئات الأصول التي تتداولها، فإن الاختبار الرجعي لا يتطلب منك المخاطرة بأي من أموالك التي جنيتها بشق الأنفس. باستخدام برنامج الاختبار الرجعي في بيئة محاكاة، يمكنك بناء نهج معين للسوق وتحسينه. لنلق نظرة أكثر تفصيلاً.
ما هو الاختبار الرجعي؟
في مجال التمويل، ينظر الاختبار الرجعي إلى جدوى استراتيجية التداول من خلال اختبار كيف يمكن إتمامها بناءً على البيانات التاريخية. بمعنى آخر، يستخدم البيانات السابقة لمعرفة كيف كان أداء الاستراتيجية. إذا أظهر الاختبار الرجعي نتائج جيدة، يمكن للمتداولين أو المستثمرين المضي قدماً وتطبيق الاستراتيجية على بيئة حقيقية.
لكن ماذا تعني النتائج الجيدة في هذه الحالة؟ حسناً، يتمثل الغرض من أداة الاختبار الرجعي في تحليل المخاطر والربحية المحتملة لاستراتيجية معينة. ويمكن تحسين استراتيجية الاستثمار وتعزيزها بناءً على الملاحظات الإحصائية لتحقيق أقصى قدر ممكن من النتائج المحتملة. ويمكن أن يؤكد الاختبار الرجعي الذي يتم تنفيذه بشكل جيد أيضاً على أن الاستراتيجية قابلة للتطبيق على الأقل عند تنفيذها في بيئة تداول حقيقية.
على مستوى أكثر احترافية، يُعد الاختبار الرجعي لاستراتيجيات التداول أمراً ضرورياً للغاية، خاصةً عندما يتعلق الأمر باستراتيجيات التداول الخوارزمية (أي التداول الآلي).
كيف يعمل الاختبار الرجعي؟
يمكن أن يؤدي الاختبار الرجعي باستخدام مجموعة بيانات مضللة إلى نتائج أقل من مثالية. وهذا هو السبب في أنه من الأهمية بمكان العثور على عينة جيدة لفترة الاختبار الرجعي تعكس بيئة السوق الحالية. قد يكون هذا صعباً بشكل خاص، لأن السوق في حالة تغير مستمر.
قبل أن تقرر إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية ما، قد يكون من المفيد تحديد ما ترغب في اكتشافه بالضبط. ما الذي يجعل الاستراتيجية قابلة للتطبيق؟ وعلى العكس من ذلك، ما الذي قد يُكذب افتراضاتك؟ إذا كنت تعرف ذلك مسبقاً، فسيكون من الصعب أن تؤثر النتائج على تحيزاتك.
يجب أن يشمل الاختبار الرجعي أيضاً رسوم التداول والسحب وأي تكلفة أخرى قد تتكبدها الاستراتيجية. ومن الجدير بالذكر أن برنامج الاختبار الرجعي يمكن أيضاً أن يكون مكلفاً للغاية، تماماً مثل الوصول إلى بيانات السوق عالية الجودة.
مثال على الاختبار الرجعي
فيما يلي نظام التداول الخاص بنا:
- نشتري البيتكوين عند الإغلاق الأسبوعي الأول فوق المتوسط المتحرك لمدة 20 أسبوعاً.
- ونبيع البيتكوين عند الإغلاق الأسبوعي الأول أقل من المتوسط المتحرك لمدة 20 أسبوعاً.
لا تُسفر هذه الاستراتيجية إلا عن عدد قليل من الإشارات في السنة. لنلق نظرة على الفترة الزمنية التي تبدأ من عام 2019.
المخطط الأسبوعي للبيتكوين منذ عام 2019.
أسفرت الاستراتيجية عن خمس إشارات في الإطار الزمني المُقاس:
- شراء @ ~4000 دولار أمريكي
- بيع @ ~8000 دولار أمريكي
- شراء @ ~8500 دولار أمريكي
- بيع @ ~8000 دولار أمريكي
- الشراء عند 9,000 دولار
تُظهر نتائج الاختبار الرجعي أن هذه الاستراتيجية كانت ستحقق أرباحاً. هل هذا يعني أن هذا الاختبار الرجعي يُمثل ضماناً أنها ستستمر في العمل بشكل صحيح؟ لا. هذا يعني فقط أنه بالنظر إلى مجموعة البيانات المحددة هذه، كانت الاستراتيجية ستحقق ربحاً. يمكنك اعتبار هذه النتيجة كمعيار قياس تقريبي.
يُرجى مراعاة أننا نظرنا فقط إلى مدة أقل من عامين من البيانات. إذا كنا نرغب في تحويل هذه الاستراتيجية إلى استراتيجية قابلة للتنفيذ، فقد يكون من المفيد الرجوع إلى الوراء في الوقت واختبارها بمزيد من تحركات السعر.
الاختبار الرجعي مقابل التداول الورقي
لدينا الآن فكرة تقريبية عن الشكل الذي قد يبدو عليه الاختبار الرجعي وألقينا نظرة على استراتيجية استثمار بسيطة للغاية. ونعرف أيضاً أن الأداء السابق ليس مؤشراً على النتائج المستقبلية.
التداول الورقي هو محاكاة لاستراتيجية في بيئة تداول حية. ويطلق عليه التداول الورقي لأنه بينما يتم توثيق التداولات وتسجيلها، لا يتم استخدام أموال حقيقية. ويتيح لك هذا خطوة إضافية، حيث يمكنك تحسين الاستراتيجية وتكوين فكرة عن أدائها.
الشيء الذي يجب الحذر منه هنا هو "النهج الانتقائي". يشير هذا إلى اختيار مجموعة فرعية فقط من البيانات لتأكيد وجهة نظر متحيزة. والهدف من الاختبار المسبق هو اختبار الاستراتيجية كما لو كانت ستحدث في الوقت الحقيقي. إذا أخبرك النظام بفعل شيء ما، فافعله. إذا اخترت فقط التداولات "التي تبدو جيدة" بناءً على تحيزك الشخصي، فلن يكون اختبار الاستراتيجية المنهجية صحيحاً.
الاختبار الرجعي اليدوي مقابل الآلي
يتضمن الاختبار الرجعي اليدوي تحليل المخططات والبيانات التاريخية ووضع التداولات يدوياً وفقاً للاستراتيجية. يقوم الاختبار الرجعي الآلي بنفس الشيء بشكل أساسي، ولكن تتم العملية بشكل آلي بواسطة كود برمجي (باستخدام لغات البرمجة مثل بايثون أو برنامج الاختبار الرجعي المتخصص).
يمثل الحد الأقصى للتراجع اللحظة التي كان فيها لاستراتيجية التداول الخاصة بك أسوأ أداء بالنسبة إلى الذروة الأخيرة (على سبيل المثال، أكبر نسبة انخفاض لحافظتك خلال الفترة التي تم تحليلها).
أفكار ختامية
يعتمد العديد من المتداولين والمستثمرين المنهجيين بشكل كبير على الاختبار الرجعي لاستراتيجياتهم. وهي إحدى الأدوات الأساسية في مجموعة أدوات أي مُتداوِل خوارزمي.
في الوقت نفسه، قد يكون تفسير نتائج الاختبار الرجعي أمراً صعباً. من السهل أن تطبع تحيزاتك على طريقة الاختبار الرجعي. من المحتمل ألا يؤدي الاختبار الرجعي وحده إلى إنشاء استراتيجيات تداول قابلة للتطبيق، ولكنه سيساعدك على اختبار بعض الأفكار والاطلاع على نبض السوق ومواكبته.