المراجحة هي ممارسة شراء وبيع الأصول في سوقين أو أكثر للاستفادة من اختلاف الأسعار. على سبيل المثال، يمكن للمتداول شراء أصل معين في سوق وبيع نفس الأصل بسرعة في سوق أخرى بسعر أعلى.
يرجع سبب وجود المراجحة إلى عدم كفاءة الأسواق، وهذا يعني أن أصل معين قد تكون له أسعار تداول مختلفة في مواقع مختلفة، على الرغم من أن السوقين تقدمان نفس الأصل بالضبط (أو أصلين متشابهين للغاية).
في سياق الأسواق المالية، غالبًا ما تُعتبر المراجحة قوة أساسية لأنها تمنع الأسواق المختلفة من خلق تباينات كبيرة في الأسعار بين الأصول المتشابهة أو المتطابقة. ومن ثم، تعتمد ممارسة المراجحة على الاختلافات البسيطة في الأسعار، ونتيجة لذلك، تميل إلى التسبب في تقارب الأسعار. ويمكن استخدام السرعة التي يحدث بها هذا التقارب كمقياس لكفاءة السوق بصورة عامة. فالتداول في السوق التي تتميز بالكفاءة العالية لن يوفر أي فرص للمراجحة على الإطلاق؛ لأن كل أصل من أصول التداول سيكون له نفس السعر على جميع منصات التداول.
عندما يتم تنفيذ المراجحة بشكل صحيح، يمكن اعتبارها طريقة خالية من المخاطر للاستفادة من الاختلافات المؤقتة في الأسعار. ومع ذلك، يجب على المرء أن يتذكر أن بوتات التداول تعمل في جميع أنواع الأسواق وتم تصميم العديد منها خصيصًا للاستفادة من فرص المراجحة. ومن ثمّ، قد ينطوي تداول المراجحة على بعض المخاطر حسب الاستراتيجية والتنفيذ.
على الرغم من أن هناك ما لا يقل عن عشرة أنواع مختلفة من استراتيجيات المراجحة، فغالبًا ما يشير المتداولون إلى النوع الذي ذكرناه للتو، وهو الشكل التقليدي ويُعرف بالمراجحة الخالصة. ونظرًا لأن هذه الاستراتيجية تعتمد على اكتشاف عدم كفاءة السوق والتفاوت في الأسعار بدلًا من المضاربة، فغالبًا ما تُعتبر نهجًا منخفض المخاطر.
ثمة طريقة أخرى أقل شيوعًا تُسمى مراجحة الاندماج (أو مراجحة المخاطر)، وكما يشير الاسم، فهي نهج قائم على المضاربة إلى حد كبير ويعتمد على توقع المتداول لتأثير حدث مستقبلي على سعر أحد الأصول. وقد يتضمن ذلك، على سبيل المثال، عمليات استحواذ الشركات أو عمليات الاندماج أو إشهار الإفلاس.
سلسلة من التعليمات الواضحة التي تُستخدم بهدف حل مشكلة ما.