حالات استخدام البلوكشين: سلاسل الإمداد
اكتشف كيف أحدثت تقنية البلوكشين ثورة في إدارة سلاسل الإمداد، مع ضمان الشفافية والكفاءة وتوفير التكاليف عبر شبكة سلاسل الإمداد.
الأفكار الأساسية
سلسلة الإمداد هي عملية معقدة لتحويل المواد الخام إلى سلع وتسليمها للعملاء.
يفتقر نظام إدارة الإمداد الحالي إلى الشفافية والكفاءة والتكامل.
تعالج تقنية البلوكشين هذه المشكلات بنجاح، لكنها تواجه صعوبات في تنفيذها في سلاسل الإمداد.
المقدمة
سلسلة الإمداد هي شبكة من الأفراد والمؤسسات المشاركة في إنشاء منتج أو خدمة ما وتوزيعها - وتبدأ من الموردين الأوليين حتى المستخدمين والعملاء النهائيين، وغالبًا ما يتضمن نظام سلسلة الإمداد الأساسي موردي المواد الغذائية أو المواد الخام والمصنعين (مرحلة التجهيز) وشركات الخدمات اللوجستية وتُجار التجزئة النهائيين.
يفتقر نظام إدارة سلاسل الإمداد حاليًا إلى الكفاءة والشفافية وتواجه معظم الشبكات صعوبات عند محاولة دمج جميع الأطراف المعنية، وتحتاج المنتجات والمواد وكذلك الأموال والبيانات إلى التنقّل بسلاسة خلال المراحل المختلفة من سلاسل الإمداد.
مع ذلك، فإن النموذج الحالي لا يضمن توفير نظام سلاسل إمداد متماسك وفعال - مما يؤثر سلبًا ليس فقط على ربحية الشركات ولكن أيضًا على سعر التجزئة النهائي.
ساهمت جائحة كوفيد بعام 2020 في تفاقم المشكلات وزيادة حدتها، وأصبح المستهلك العادي يلاحظ التضمينات السلبية المرتبطة بعبارة "سلاسل الإمداد" عند اضطراره لانتظار وصول البضائع لفترة أطول بكثير من المعتاد بسبب القيود العالمية.
يمكن معالجة بعض المشكلات الأكثر إلحاحًا في سلاسل الإمداد من خلال استخدام تقنية البلوكشين لأنها توفر طرق جديدة لتسجيل البيانات ونقلها ومشاركتها.
مزايا استخدام البلوكشين لسلاسل الإمداد
نظرًا لأن سلاسل البلوكشين مصممة كنظم موزعة، فهي مقاومة للتعديل بقوة ويمكن أن تكون ملائمة للغاية لشبكات سلاسل الإمداد. تتكون سلسلة البلوكشين من سلسلة من كتل البيانات المرتبطة ببعضها البعض من خلال تقنيات التشفير التي تضمن عدم تغيير البيانات المخزنة أو العبث بها - ما لم توافق الشبكة بأكملها.
لذلك، توفر أنظمة البلوكشين بنية آمنة وموثوقة لنقل المعلومات، وعلى الرغم من استخدامها غالبًا لتسجيل معاملات العملات الرقمية، يمكن أن تكون تقنية البلوكشين مفيدة للغاية لتأمين جميع أنواع البيانات الرقمية، ويمكن تطبيقها على شبكة سلاسل الإمداد لتقديم العديد من المزايا.
سجلات شفافة وغير قابلة للتغيير
تخيل أن لدينا العديد من الشركات والمؤسسات التي تعمل معًا. يمكن أن تستخدم تلك الشركات والمؤسسات نظام بلوكشين لتسجيل البيانات حول موقع المواد والمنتجات الخاصة بها وملكيتها، ويمكن لأي عضو في سلسلة الإمداد أن يُتابع ما يحدث عند انتقال الموارد من شركة إلى أخرى، ونظرًا لعدم إمكانية تغيير سجلات البيانات، فلن يصعب تحديد الطرف المسؤول في حالة حدوث خطأ ما.
خفض التكاليف
تؤدي أوجه القصور داخل شبكة سلاسل الإمداد إلى حدوث الكثير من الهدر، وتنتشر هذه المشكلة بشكل خاص في الصناعات التي تحتوي على سلع قابلة للتلف. يساعد تحسين التتبع وشفافية البيانات الشركات في تحديد مواضع الهدر حتى تتمكن من وضع تدابير لتوفير التكاليف.
تساعد سلاسل البلوكشين أيضًا في التخلص من الرسوم المرتبطة بالأموال التي تمر من وإلى مختلف الحسابات المصرفية ومعالجات المدفوعات، لأن هذه الرسوم تقلل من هوامش الربح، ومن الجيد ألا توضع في الحسبان.
إنشاء بيانات متوافقة تشغيليًا
من أبرز المشكلات في سلاسل الإمداد الحالية هي عدم القدرة على دمج البيانات عبر كل شريك في هذه العملية. يتم إنشاء سلاسل البلوكشين كنظم موزعة تحتفظ بمستودع بيانات فريد وشفاف، وتساهم كل عقدة بالشبكة (كل طرف) في إضافة بيانات جديدة والتحقق من تكاملها، مما يعني أن جميع المعلومات المخزنة على سلسلة البلوكشين تكون متاحة لجميع الأطراف المعنية، لذلك يمكن لأي شركة التحقق بسهولة من المعلومات التي تنشرها الشركة الأخرى.
تبديل أنظمة التبادل الإلكتروني للبيانات
تعتمد العديد من الشركات على أنظمة التبادل الإلكتروني للبيانات (EDI) لإرسال المعلومات التجارية لبعضها البعض، ومع ذلك، تصدر هذه البيانات غالبًا على دفعات، وليس في الوقت الفعلي، ففي حالة ضياع شحنة ما أو تغير الأسعار بسرعة، فقد لا يحصل المشاركون الآخرون في سلسلة الإمداد على هذه المعلومات إلا بعد خروج الدفعة التالية من نظام التبادل الإلكتروني للبيانات، أما مع تقنية البلوكشين، يتم تحديث المعلومات بانتظام ويمكن توزيعها بسرعة على جميع الكيانات المعنية.
الاتفاقيات الرقمية ومشاركة المستندات
من الهام وجود نسخة واحدة من الحقيقة لمشاركة مستندات سلسلة الإمداد بأي طريقة، ويمكن ربط المستندات والعقود اللازمة بمعاملات سلاسل البلوكشين والتوقيعات الرقمية، حتى يتمكن جميع المشاركين من الوصول إلى النسخة الأصلية من الاتفاقيات والمستندات.
تضمن سلاسل البلوكشين عدم تغير المستندات، فلا يمكن تغيير الاتفاقيات إلا إذا توصلت جميع الأطراف المعنية إلى موافقة جماعية، وبهذه الطريقة، تضمن المنظمات قضاء وقت أقل مع محاميها في مراجعة الأوراق أو على طاولة المفاوضات، وتتمكن من التركيز على تطوير منتجات جديدة أو تعزيز نمو الأعمال.
رفع جودة السلع
تتيح تقنية البلوكشين تتبع جودة المنتجات أثناء مرورها عبر سلسلة الإمداد بأكملها، مما يتيح اكتشاف المنتجات المعيبة والتخلص منها بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وسيعود ذلك بالنفع على المستهلك، حيث ستقل احتمالية تلقيه لسلعة تالفة، وسيتم تحفيز الشركات للتركيز على إنتاج مخزون عالي الجودة، وذلك لسهولة اكتشاف البضائع المعيبة من قبل الأقران والتخلص منها.
تحديات تبني تقنية البلوكشين في إدارة سلاسل البلوكشين
على الرغم من أن تقنية البلوكشين لديها الكثير من الإمكانات لمجال سلاسل الإمداد، توجد بعض التحديات والقيود التي يجب وضعها في الاعتبار.
نشر أنظمة جديدة
قد لا تكون الأنظمة المصممة بصورة مخصصة لسلسلة إمداد إحدى المنظمات قادرة على التكيف مع البيئة القائمة على تقنية البلوكشين، ويعد إصلاح البنية التحتية للشركات وأنشطتها التجارية خطوة كبيرة يمكن أن تعطل العمليات وتسلب الموارد من المشاريع الأخرى، وبالتالي، قد تتردد الإدارة العليا في التوقيع على هذا النوع من الاستثمارات قبل أن ترى إقبالًا واسعًا عليه من رواد المجال.
الحصول على شركاء مستعدين للانخراط
يجب أن يكون الشركاء المشاركين في سلسلة الإمداد أيضًا على استعداد لاستخدام تقنية البلوكشين. يمكن للمنظمات استخدام تقنية البلوكشين لتغطية جزء واحد فقط من العمليات، ولكن لا يمكنها تحقيق الاستفادة الكاملة منها في حالة وجود امتناعات عن المشاركة، وعلاوة على ذلك، فإن الشفافية ليست شيئًا ترغب فيه جميع الشركات.
إدارة التغيير
بمجرد تطبيق النظام القائم على تقنية البلوكشين، يتعين على الشركات أن تعلن لموظفيها تبنيه، ويجب أن تتناول خطة إدارة التغيير تعريف سلاسل البلوكشين والطرق التي تحسن بها واجباتهم الوظيفية وكيفية العمل مع الأنظمة الجديدة التي تتضمنها، ويمكن أن يتناول برنامج التدريب المستمر ميزات أو ابتكارات جديدة في تقنية البلوكشين، ولكن ذلك يتطلب وقتًا وموارد.
أفكار ختامية
يتبنى العديد من رواد مجال سلاسل الإمداد بالفعل الأنظمة الموزعة القائمة على تقنية البلوكشين ويحرصون على إعداد الموارد لتشجيع استخدامها، فعلى سبيل المثال، تستخدم IBM Food Trust تقنية البلوكشين لزيادة الشفافية في سلسلة الإمداد الغذائي، ومن المرجح أن نرى منصات سلاسل إمداد عالمية تستفيد من تقنية البلوكشين لتبسيط طريقة مشاركة الشركات للمعلومات مع تنقل المنتجات والمواد.
يمكن أن تنجح تقنية البلوكشين في تحقيق تحول إيجابي للمنظمات بعدة طرق وفي مراحل مختلفة، بدايةً من مراحل الإنتاج والتجهيز إلى الخدمات اللوجستية والمساءلة، حيث يمكن تسجيل كل حدث والتحقق منه لإنشاء سجلات شفافة وغير قابلة للتغيير، ومن ثم، يمكن أن يسهم استخدام تقنية البلوكشين في شبكات سلاسل الإمداد في القضاء على مواطن القصور الشائعة جدًا في نماذج الإدارة التقليدية.
مقالات ذات صلة
إخلاء مسؤولية: يُعرض هذا المحتوى لك "كما هو" بهدف تقديم معلومات عامة وللأغراض التعليمية فقط، دون أي إقرارات أو ضمانات من أي نوع، ويجب ألا يُفسّر على اعتباره نصيحة مالية أو قانونية أو مشورة مهنية، ولا يُقصد به التوصية بشراء أي منتج أو خدمة بعينها، ويجب عليك الاستعانة بمستشارين متخصصين لتقديم المشورة. في حال كانت المقالة مقدمة من طرف خارجي، يُرجى العلم أن الآراء المُقدمة خاصة بهذا الطرف الخارجي ولا تعكس بالضرورة آراء أكاديمية Binance. يُرجى قراءة إخلاء المسؤولية بالكامل هنا لمزيد من التفاصيل. يمكن أن تكون أسعار الأصول الرقمية متقلبة، وقد تزيد قيمة استثمارك أو تنخفض، بل وقد لا تسترد المبلغ الذي استثمرته. وتتحمل وحدك مسؤولية قراراتك الاستثمارية، ولا تتحمل أكاديمية Binance مسؤولية أي خسائر قد تتكبدها. لا يجب تفسير هذه المقالة على اعتبارها نصيحة مالية أو قانونية أو مشورة مهنية. لمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على شروط الاستخدام وتحذير المخاطر.