مؤشر القوة النسبية
مؤشر القوة النسبية هو مؤشر تحليل فني طُوِّر في أواخر سبعينيات القرن العشرين ليكون أداة يمكن للمتداولين استخدامها لدراسة أداء سهم معين على مدار فترة محددة. وهذا المؤشر هو، بالأساس، متذبذب للزخم يقيس حجم حركات الأسعار، بالإضافة إلى سرعة هذه الحركات. ويمكن لمؤشر القوة النسبية أن يكون أداة مفيدة جداً حسب الملف الشخصي للمتداول وإعداد التداول الخاص به.
قبل أن يصبح وايلدر محللاً فنياً، عمل مهندساً ميكانيكياً ومطور عقارات. وبدأ تداول الأسهم نحو عام 1972، ولكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً. وبعد بضع سنوات، جمع وايلدر خبراته وأبحاثه عن التداول وحوّلها إلى مؤشرات ومعادلات رياضية استخدمها فيما بعد الكثير من المتداولين حول العالم. وظهر الكتاب إلى النور بعد ستة أشهر فقط، ورغم أنه يعود إلى السبعينيات، فما زال مرجعاً للكثير من مصممي المخططات والمتداولين في عصرنا الحالي.
ما آلية عمل مؤشر القوة النسبية (RSI)؟
افتراضياً، يقيس مؤشر القوة النسبية التغيرات في سعر أصل معين على مدار 14 فترة (14 يوماً على المخططات اليومية، و14 ساعة على مخططات الساعة، وهكذا). وتقسم المعادلة متوسط المكسب الذي حققه السعر على مدار تلك الفترة على متوسط الخسارة التي تكبدها، ثم تُعرَض البيانات الناتجة على مقياس من صفر إلى 100.
كما ذكرنا، مؤشر القوة النسبية هو مؤشر زخم، وهو نوع من أدوات التداول الفنية التي تقيس المعدل الذي يتغير به السعر (أو البيانات). وعندما يزيد الزخم ويرتفع السعر، يشير المؤشر إلى أن السهم قد تم شراؤه بنشاط في السوق. وإذا زاد الزخم في اتجاه هبوط السعر، فيدل ذلك على تزايد ضغط البيع.
يُعَد مؤشر القوة النسبية كذلك مؤشراً متذبذاً ييسر على المتداولين التعرف على حالات كثرة الشراء أو كثرة البيع في السوق. وهو يقدّر سعر السوق على مقياس من صفر إلى 100 خلال 14 فترة. بينما تشير درجة مؤشر القوة النسبية البالغة 30 أو أقل إلى أن الأصل قريب على الأرجح من القاع (أي مبيع بكثرة)، يشير المقياس الذي يزيد عن 70 إلى أن سعر الأصل قريب على الأرجح من القمة (مشترى بكثرة) خلال الفترة المعنية.
على الرغم من أن الإعدادات الافتراضية لمؤشر القوة النسبية تتضمن 14 فترة، يمكن للمتداولين اختيار تعديل هذه الإعدادات لزيادة حساسية المؤشر (فترات أقل) أو تقليلها (فترات أكثر). لذا، فإن مؤشر القوة النسبية لفترة 7 أيام يكون أكثر حساسية لحركات الأسعار من المؤشر الذي يمتد لفترة 21 يوماً. علاوة على ذلك، يمكن استخدام إعدادات التداول قصيرة المدى لتعديل مؤشر القوة النسبية لاعتبار 20 و80 على أنهما مستويا كثرة البيع وكثرة الشراء (بدلاً من 30 و70)، ومن ثم يقل احتمال تقديم المؤشر لإشارات خاطئة.
كيفية استخدام مؤشر القوة النسبية بناءً على حالات التشتت
إلى جانب درجتي 30 و70 لمؤشر القوة النسبية، اللتين تشيران إلى حالات كثرة بيع وكثرة شراء محتملة في السوق، يمكن للمتداولين كذلك استخدام مؤشر القوة النسبية لمحاولة التنبؤ بانعكاسات الاتجاه أو لتحديد مستويات المقاومة والدعم. يعتمد هذا النهج على ما يُعرَف بحالات التشتت الصعودي والهبوطي.
التشتت الصعودي هو حالة يتحرك فيها السعر ودرجات مؤشر القوة النسبية في اتجاهين عكسيين. فترتفع درجات مؤشر القوة النسبية وتؤدي إلى انخفاضات أعلى في الأسعار، بينما يهبط السعر ويؤدي إلى انخفاضات أقل في الأسعار. يُسمَى ذلك تشتتاً "صعودياً"، ويشير إلى أن القوة الشرائية تزداد قوة رغم الاتجاه الهبوطي للسعر.
على النقيض من ذلك، يمكن أن تشير حالات التشتت الهبوطي إلى أنه على الرغم من حدوث ارتفاع في السعر، تفقد السوق الزخم. ومن ثم، تهبط درجة مؤشر القوة النسبية وتؤدي إلى ارتفاعات أقل في الأسعار، بينما يزيد سعر الأصل ويؤدي إلى ارتفاعات أعلى في الأسعار.
ولكن تذكر أن حالات تشتت مؤشر القوة النسبية لا يمكن الاعتماد عليها أثناء اتجاهات السوق القوية. هذا يعني أن الاتجاه الهبوطي القوي قد يؤدي إلى الكثير من حالات التشتت الصعودي قبل الوصول إلى القاع الفعلي في النهاية. وبسبب ذلك، تُعَد حالات تشتت مؤشر القوة النسبية أفضل للأسواق الأقل تقلباً (ذات الحركات الجانبية أو الاتجاهات الخفية).
أفكار ختامية
يوجد العديد من المؤشرات المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار عند استخدام مؤشر القوة النسبية، مثل الإعدادات، والدرجة (30 و70)، وحالات التشتت الصعودي/الهبوطي. ولكن يجب دائماً تذكر أنه ما من مؤشر فني يتمتع بالكفاءة بنسبة 100%، لا سيما في حال استخدامه وحده. لذا، يجب على المتداولين التفكير في استخدام مؤشر القوة النسبية إلى جانب مؤشرات أخرى لتجنب الإشارات الخاطئة.