حالات استخدام سلاسل البلوكشين: أسواق التنبؤات
الصفحة الرئيسية
المقالات
حالات استخدام سلاسل البلوكشين: أسواق التنبؤات

حالات استخدام سلاسل البلوكشين: أسواق التنبؤات

متوسط
تاريخ النشر Feb 28, 2020تاريخ التحديث Aug 21, 2024
8m

الأفكار الأساسية

  • يمكن لتكنولوجيا البلوكشين أن تعزز أسواق التنبؤات من خلال إلغاء مركزية هذه الأسواق وتوفير مقاومة الرقابة واستبعاد الوسطاء وزيادة إمكانية الوصول إليها.

  • تؤدي البرمجيات الوسيطة لسلاسل البلوكشين دورًا مهمًا في التحقق من النتائج الواقعية في أسواق التنبؤات اللامركزية، مما يضمن الثقة والدقة بدون تحكم سلطة مركزية.

  • يمكن أن تؤدي التطورات المستقبلية في قابلية توسع سلاسل البلوكشين والأطر التنظيمية والتكامل مع تطبيقات التمويل اللامركزي إلى فتح آفاق جديدة لإمكانات أسواق التنبؤات.

المقدمة

عندما تصادف مصطلحي "سلاسل البلوكشين" و"الأسواق" في جملة واحدة، قد يتبادر إلى ذهنك على الفور المنظومة المزدهرة من منصات التداول التي تسهل تداولات العملات الرقمية. 

ولكن تكنولوجيا البلوكشين تتميز بالعديد من الاستخدامات المتنوعة وتدعم إنشاء أنواع مختلفة من الأسواق بخلاف العملات الرقمية، وفي هذا المقال، سنستكشف كيف يمكن لتكنولوجيا البلوكشين أن تحدث ثورة في نوع محدد من الأسواق، وهو: أسواق التنبؤات.

ما هي أسواق التنبؤات؟

أسواق التنبؤات هي منصات مضاربة يمارس المشاركون فيها التداول بناءً على نتائج الأحداث المستقبلية بدلًا من الأصول المالية التقليدية، ويقوم المشاركون بشراء وبيع العقود التي ستُدفع عوائدها بناءً على نتيجة أحداث محددة. 

على سبيل المثال، لنفرض أن إحدى أسواق التنبؤات تطرح السؤال التالي: "هل سيتم تشغيل قطار من الولايات المتحدة إلى أوروبا بحلول عام 2035؟" يمكن للمتداولين شراء العقود التي تراهن على النتيجة "نعم" والتي تراهن على النتيجة "لا"، وإذا بدأت خدمة القطار بحلول الموعد المُحدد، ستصبح العقود التي راهنت على "نعم" بقيمة 1$ وتصبح العقود التي راهنت على "لا" بدون قيمة والعكس بالعكس.

تتقلب قيمة هذه العقود مع تغير توجهات السوق والمعلومات. على سبيل المثال، إذا حدثت تطورات في تكنولوجيا الأنفاق تحت الماء، فإن سعر العقود التي راهنت على "نعم" قد يرتفع. 

وعلى العكس من ذلك، إذا لم تحدث مثل هذه التطورات، فقد ترتفع قيمة العقود التي راهنت على "لا". تمثِّل أسواق التنبؤات أدوات تنبؤ قوية لأنها تجمع معلومات ورؤى متنوعة من عدد كبير من المشاركين، مما يُنتِج غالبًا تنبؤات عالية الدقة.

يمكن لأسواق التنبؤات أن تتناول مجموعة واسعة من الموضوعات، ويمكن أن تشمل الانتخابات السياسية، والمؤشرات الاقتصادية، والفعاليات الرياضية، وحتى توقعات الطقس، أي بالأساس أيُّ حدث ذو نتيجة غير مؤكدة يمكن أن يكون موضوعًا لسوق التنبؤات، وهذا التنوع يتيح لأسواق التنبؤات الاستفادة من الذكاء الجمعي في العديد من المجالات المختلفة، وتقديم رؤى قيمة قد لا تكون واضحة من خلال التحليل التقليدي.

ما فائدة أسواق التنبؤات؟

تُعَد أسواق التنبؤات فعالة لأن المشاركين يحصلون على حوافز مالية للتصرف بناءً على معرفتهم ورؤاهم. وعلى عكس المقامرة التقليدية التي يلعب الحظ فيها دورًا مهمًا، تعتمد أسواق التنبؤات على فهم المشاركين للعوامل الخارجية التي تؤثر على النتائج. 

في مثالنا الخاص بالقطار، إذا كان سعر تداول العقود التي راهنت على "لا" 0.90$ والعقود التي راهنت على "نعم" 0.10$، فهذا يشير إلى أن السوق تعتقد بشكل جماعي بوجود احتمالٍ كبيرٍ ألا يكون القطار جاهزًا للعمل بحلول عام 2035.

تتفوق هذه الأسواق في جمع الحكمة الجماعية وتمثيلها، فهي تقوم على مبدأ أن المعرفة المشتركة للجموع غالبًا ما تكون أكثر دقة من الخبراء الأفراد. 

من خلال تحليل بيانات أسواق التنبؤات، يمكن للمساهمين في مختلف القطاعات اكتساب رؤى قيمة حول الاتجاهات والاحتمالات المستقبلية. حتى أن بعض المؤيدين يقترحون أن أسواق التنبؤات يمكن أن تدعم شكلاً جديدًا من أشكال الديمقراطية يُسمَى بحكومة التوقعات، يتم فيها تحديد السياسات بناءً على تأثيرها المتوقع على الرفاهية العامة.

تعمل أسواق التنبؤات مجمِّعات للمعلومات، فيحصل المشاركون الذين لديهم معرفة أو خبرة من الداخل على حوافز اقتصادية للإعلان عن رؤاهم من خلال تداولاتهم. وينتج عن هذا سعر سوق يعكس الاعتقاد الجمعي باحتمالية وقوع حدث ما.

يمكن لهذه الميزة أن تجعل أسواق التنبؤات قوية بشكل لا يصدق للتوقعات واتخاذ القرارات. يمكن للشركات استخدام هذه الرؤى لتوجيه استراتيجياتها، ويمكن للحكومات قياس توجهات الجمهور تجاه السياسات، ويمكن للمستثمرين تحديد الاتجاهات الناشئة.

أسواق التنبؤات وتكنولوجيا البلوكشين

يمكن تعزيز عرض قيمة أسواق التنبؤات بشكل كبير من خلال إلغاء مركزيتها من خلال تكنولوجيا البلوكشين. تواجه المنصات المركزية التقليدية قيودًا بسبب حاجة المستخدمين إلى الثقة في مشغلي المنصة. 

تقدم أسواق التنبؤات القائمة على البلوكشين العديد من المزايا، وهي:

مقاومة للرقابة

تكون أسواق التنبؤات المركزية عُرضة للإغلاق أو القيود، أما المنصات اللامركزية التي تحكمها العقود الذكية فتستبعد نقاط التعطل الفردية. فكل العُقَد على الشبكة تستخدم الكود البرمجي نفسه، مما يجعل تعطيل المنصة مستحيلًا تقريبًا على أي كيان.

تضمن تقنية بلوكشين أنه بمجرد نشر إحدى أسواق التنبؤات، فإنها تعمل بشكل مستقل عن سيطرة أي كيان واحد. هذه اللامركزية تعني أنه لا يمكن لأي منظمة فرض الرقابة على السوق أو التلاعب بها بسهولة. 

على سبيل المثال، في المناطق التي تتسم بالحساسية السياسية، قد تُغلق أسواق التنبؤات التقليدية لمنع انتشار معلومات معينة. أما أسواق التنبؤات اللامركزية التي تقوم على سلسلة بلوكشين، فيمكنها أن تقاوم مثل هذه الرقابة، مما يوفر منصة أكثر موثوقية وانفتاحًا لتبادل المعلومات.

استبعاد الوسطاء

تلغي تقنية البلوكشين الحاجة إلى الوسطاء من خلال السماح للمستخدمين بالتفاعل مع العقود الذكية مباشرةً، مما يقلل من التكاليف ومخاطر الطرف المقابل المرتبطة بالمنصات المركزية، إذ لا يتعين على المستخدمين الثقة بطرف خارجي أو دفع رسوم إضافية.

تعمل العقود الذكية على جعل تنفيذ معاملات السوق آليًّا، مما يضمن تطبيق الاتفاقيات على النحو المحدد بالضبط. تقلل هذه الأتمتة من احتمالية وقوع الأخطاء البشرية والاحتيال. 

على سبيل المثال، في أسواق التنبؤات التقليدية، قد يتعين على المشاركين الثقة في الجهة المُشغِّلة للمنصة للبت في الرهانات وتوزيع المدفوعات بدقة. أما في حالة الأسواق القائمة على البلوكشين، فتتولى العقود الذكية هذه المهام تلقائيًّا، مما يزيد من الشفافية والثقة في النظام.

زيادة إمكانية الوصول

أسواق التنبؤات اللامركزية مفتوحة للعامة، مما يسمح للأفراد في جميع أنحاء العالم بالمشاركة، وهذا يفتح الفرص لمجموعة أكثر تنوعًا وشمولًا من المشاركين.

في أسواق التنبؤات التقليدية، قد يواجه المشاركون عوائق مثل الرسوم المرتفعة أو محدودية إمكانية الوصول إليها بناءً على الموقع الجغرافي. أما الأسواق القائمة على البلوكشين فهي مفتوحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت. 

وهذا الشمول لا يضفي طابعًا ديمقراطيًا على إمكانية الوصول إلى السوق فحسب، وإنما يثري السوق أيضًا بمجموعة أكبر من الأفكار والرؤى. على سبيل المثال، يمكن لشخص ما في منطقة نائية من العالم لديه معرفة محلية قيمة أن يساهم في سوق التنبؤات على منصة عالمية، مما يوفر رؤى فريدة قد يتم التغاضي عنها لولا ذلك.

دور البرمجيات الوسيطة لسلاسل البلوكشين

يتمثل أحد التحديات في أسواق التنبؤ اللامركزية في تحديد نتائج الأحداث بدون سلطة مركزية. تحل البرمجيات الوسيطة لسلاسل البلوكشين هذه المشكلة من خلال توفير آلية للتحقق من النتائج الواقعية. وتوجد مناهج مختلفة لتطبيق البرمجيات الوسيطة، وهي:

  • المواجز الخارجية: بسيطة ولكنها تقوض اللامركزية إذ يتحكم الطرف الخارجي في بيانات النتائج.

  • التحفيز للإدلاء بالمعلومات: يحصل المستخدمون على حوافز مالية للإعلان عن معلوماتهم بصدق. على سبيل المثال، تستخدم بعض أسواق التنبؤات آلية تخزين يقوم من خلالها المستخدمون بتخزين الرموز المميزة للإعلان عن النتائج، فتتم مكافأة المعلومات الصادقة، بينما تؤدي المعلومات المضللة إلى خسارة المخزون.

تُعد البرمجيات الوسيطة لسلاسل البلوكشين مهمة للغاية لضمان أن تكون نتائج سوق التنبؤات محددة بدقة وشفافية لا تستوجب الثقة، فهي بمثابة جسور بين سلسلة البلوكشين والعالم الواقعي، إذ توفر مواجز بيانات يمكن الاعتماد عليها. في سوق التنبؤات حول الطقس، يمكن أن تسحب البرمجيات الوسيطة البيانات من عدة مصادر موثوقة للأرصاد الجوية للتحقق من النتيجة.

يتم تطوير العديد من حلول البرمجيات الوسيطة لتحسين موثوقية أسواق التنبؤات وأمانها. يستخدم البعض شبكات لامركزية من المقررين الذين يتحققون من البيانات من خلال آليات الإجماع. يستخدم آخرون مناهج مختلطة تجمع بين التحقق اللامركزي ومواجز البيانات الموثوقة. ومع تطور تكنولوجيا البلوكشين، ستزداد هذه البرمجيات الوسيطة تعقيدًا، مما يوفر ضمانًا أكبر للنتائج الدقيقة وغير القابلة للتلاعب.

الآفاق والتحديات المستقبلية

تتمتع أسواق التنبؤات القائمة على البلوكشين بإمكانات هائلة، ولكنها تواجه أيضاً تحديات. تظل قابلية التوسع مشكلةً كبيرة، إذ يمكن لشبكات البلوكشين الحالية أن تواجه صعوبات مع أحجام المعاملات العالية. 

ربما تساعد حلول سلسلة البلوكشين القابلة للتوسع، مثل التجميعات وغيرها من تكنولوجيا الطبقة الثانية، في التخفيف من هذه الاختناقات وتمكين أسواق التنبؤات من العمل بكفاءة أكبر.

كما تشكِّل الحيرة التنظيمية تحديًّا. مع اكتساب أسواق التنبؤات شعبية، ربما تجذب المزيد من التدقيق من الجهات التنظيمية المعنية بمسائل مثل قوانين المقامرة والتلاعب بالسوق. ويمكن للأطر التنظيمية الواضحة والداعمة أن تساعد في ضمان تطور هذه الأسواق بطريقة تحقق أقصى فوائد منها مع تخفيف مخاطرها المحتملة.

ومن المساحات الأخرى للنمو المحتمل دمج أسواق التنبؤات مع التطبيقات الأخرى القائمة على البلوكشين. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن منصات التمويل اللامركزي أسواقًا للتنبؤات لتقديم منتجات مالية مبتكرة. تخيل بروتوكولات التمويل اللامركزي التي يمكن للمستخدمين استخدامها للتحوط ضد المخاطر من خلال المشاركة في أسواق التنبؤات بناءً على المؤشرات الاقتصادية. ويمكن أن تخلق عمليات الدمج هذه فرصًا جديدة وأن تدفع إلى تبني أسواق التنبؤ داخل منظومة البلوكشين الأوسع نطاقًا.

أفكار ختامية

لا تمثل أسواق التنبؤات مجرد أدوات مثيرة للمراهنة على النتائج المستقبلية فحسب، بل هي أيضًا أدوات متطورة لجمع المعلومات الموثوقة في مختلف المجالات. فمن خلال تحفيز الأفراد ماليًّا على مشاركة معرفتهم، يمكننا التوصل إلى رؤى متعمقة قيِّمة حول التوجهات الاجتماعية والصناعية والسياسية.

وتواجه قيود المنصات المركزية بدائلٌ لامركزية تدعمها تكنولوجيا البلوكشين. ومع تطوير المزيد من البرمجيات الوسيطة المتقدمة، ستصبح هذه المنصات أكثر موثوقية وشفافية، وتطلق العنان للإمكانات الحقيقية لأسواق التنبؤات.

يَعِد اندماج أسواق التنبؤات وتكنولوجيا البلوكشين بمستقبليتم فيه تسخير الذكاء الجمعي بشكل أكثر فعالية، وتكون الأسواق أكثر عدالة وأسهل في الوصول إليها، وتتدفق المعلومات فيها بحرية وأمان أكبر.

مقالات ذات صلة


إخلاء المسؤولية: يُعرض هذا المحتوى لك "كما هو" بهدف تقديم معلومات عامة وللأغراض التعليمية فقط، دون أي إقرارات أو ضمانات من أي نوع. ولا ينبغي تفسيره على أنه نصيحة مالية أو قانونية أو مهنية أخرى، ولا يُقصد به التوصية بشراء أي منتج أو خدمة بعينها. ويجب عليك الاستعانة بمشورة متخصصة من استشاريين متخصصين. في حال كانت المقالة مقدمة من طرف خارجي، يُرجى العلم أن الآراء المُقدمة خاصة بهذا الطرف الخارجي ولا تعكس بالضرورة آراء أكاديمية Binance. لمزيد من التفاصيل، يُرجى قراءة إخلاء المسؤولية بالكامل هنا. قد تتعرض الأصول الرقمية لتقلبات الأسعار. وقد تزداد قيمة استثمارك أو تنخفض بل وقد لا تسترد المبلغ الذي استثمرته. وتتحمل وحدك مسؤولية قراراتك الاستثمارية ولا تتحمل أكاديمية Binance مسؤولية أي خسائر قد تتكبدها. لا ينبغي تفسير هذه المقالة على أنها نصيحة مالية أو قانونية أو مهنية أخرى. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على شروط الاستخدام وتحذير المخاطر.