تُعد سندات الخزانة نوعًا خاصًا من الأدوات المالية تصدرها الحكومات لجمع الأموال، وغالبًا ما تُعتبر استثمارات منخفضة المخاطر في عالم المال بسبب علاقتها الوثيقة بالحكومة. سنتناول في هذا المقال بمزيد من التفصيل ماهية سندات الخزانة، وآلية عملها، وتأثيرها المحتمل على الأسواق المالية.
سندات الخزانة هي سندات دين قصيرة الأجل تُصدرها الحكومات لتلبية احتياجاتها الفورية من التمويل. ويطلق عليها "سندات" لأنها عادة ما تصبح مستحقة خلال أقل من عام، وتتراوح مدتها بين بضعة أيام إلى سنة واحدة كحد أقصى. تُصدر الحكومات سندات الخزانة من خلال المزادات، حيث يقدم المستثمرون العروض على على الأسعار التي يرغبون في دفعها. ويحدد السعر الذي تُباع به سندات الخزانة عائداتها، التي تمثل العائدات التي يحصلها عليها المستثمرون.
يشتري المستثمرون سندات الخزانة بسعر أقل من قيمتها الاسمية. على سبيل المثال، إذا كانت القيمة الاسمية لأحد سندات الخزانة تبلغ 1000 دولار وتُباع بسعر 950 دولارًا، فإن المستثمر سيدفع مقدمًا مبلغ 950 دولارًا. وعند استحقاق سند الخزانة، يتلقى المستثمر القيمة الاسمية الكاملة البالغة 1000 دولار أمريكي، وبالتالي يحقق ربحًا يبلغ 50 دولارًا (1000 دولار - 950 دولارًا).
بشكل عام، تُعتبر سندات الخزانة استثمارات آمنة لأنها مربوطة بائتمان الحكومة التي تصدرها، وهذا يعني أن المستثمرين سيحصلون على الأرجح على استثمارهم الأساسي ومدفوعات الفائدة المتوقعة. حتى في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو تقلبات الأسواق المالية، تُعتبر سندات الخزانة بوجه عام منخفضة المخاطر، غير أن مستوى المخاطر قد يختلف بحسب الحكومة وظروف الاقتصاد الكلي.
لسندات الخزانة تأثير كبير على الأسواق المالية، حيث يمتد تأثيرها إلى جوانب مختلفة من الاقتصاد وسلوك المستثمرين.
يميل المستثمرون، في أوقات عدم استقرار السوق أو عدم اليقين الاقتصادي، إلى تحويل أموالهم إلى سندات خزانة لحماية رؤوس أموالهم. وهذا السلوك يمكن أن يكون له آثار متعاقبة على مختلف قطاعات الأسواق المالية.
مع زيادة إقبال المستثمرين على شراء سندات الخزانة، تنخفض نسبة الأموال المتاحة للاستثمارات الأكثر خطورة مثل الأسهم والعملات الرقمية وسندات الشركات. ويمكن أن يتسبب هذا التحول في انخفاض أسعار الأصول وزيادة معدلات الفائدة على سندات الشركات، حيث يجب على الشركات تقديم عائدات أعلى لجذب المستثمرين.
يمكن للطلب على سندات الخزانة أيضًأ أن يكون مؤشرًا على ثقة المستثمرين، حيث يشير ارتفاع الطلب على سندات الخزانة إلى أن المستثمرين يبحثون عن الأمان، مما يشير إلى مخاوف بشأن الاقتصاد أو الأسواق المالية. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يشير انخفاض الطلب إلى ثقة أكبر في التوقعات الاقتصادية والاستقرار المالي.
بينما تؤثر سندات الخزانة بشكل أساسي على الأسواق المالية التقليدية، فإنها يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على أسواق العملات الرقمية أيضًا. خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي أو تقلبات السوق، قد يتهافت المستثمرون على الأصول الأكثر أمانًا مثل سندات الخزانة، مما يقلل من رأس المال المتاح للاستثمارات الأكثر خطورة مثل العملات الرقمية. ونتيجة لذلك، قد تتعرض أسعار العملات الرقمية لضغط هبوطي عند زيادة الطلب على سندات الخزانة.
باختصار، سندات الخزانة هي سندات دين حكومية قصيرة الأجل تشتهر بأنها آمنة ومستقرة، وتلعب دورًا محوريًا في الأسواق المالية، حيث تؤثر على معدلات الفائدة وتوجهات المستثمرين. وفي حين أن تأثيرها المباشر على أسواق العملات الرقمية قد يكون محدودًا، فإن التحولات في سلوك المستثمرين المدفوعة بديناميكيات الاستثمار في سندات الخزانة يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على أسعار العملات الرقمية.
سند الدين المستحق (IOU) يشير إلى مستند غير رسمي يُقر بموجبه أحد الطرفين بأنه مدين للطرف الآخر.
يمكن أن تشير معدلات الفائدة إما إلى تكلفة اقتراض الأموال أو العائد المكتسب على الاستثمار، ويُعبَّر عنها عاد...
هو نوع من صناديق الاستثمار مُصمم لتكرار أداء مؤشر سوق محدد، مثل مؤشر S&P 500.