التداول الاجتماعي هو استراتيجية تتيح للأفراد محاكاة سلوكيات تداول المستثمرين الخبراء وأبرز المحترفين في المجال، غالبًا في الوقت الفعلي. ويسهل التداول الاجتماعي خلق بيئة قائمة على التعلُّم المشترك وتبادل المعرفة، حيث يمكن متابعة ونسخ أفكار الآخرين وقراراتهم الاستثمارية والاستراتيجيات التي يتبعونها.
في الماضي، كان تحليل الأسواق وقرارات التداول أنشطة فردية إلى حد كبير، حيث يقوم المستثمرون الأفراد بدراسة السوق، وقراءة وتحليل المخططات البيانية وتوقع توجهات السوق. غير أن ظهور التداول الاجتماعي حطم هذه الحواجز، ومنح المتداولين منصة يمكنهم من خلالها مراقبة ومتابعة بعضهم البعض والتعلُّم من بعضهم البعض أيضًا. لقد جعلت المنصات التكنولوجية المتقدمة والأدوات الرقمية إمكانية الوصول إلى التداول الاجتماعي أكبر، وساعدت على بناء مجتمعات من المستخدمين الذين يتشاركون الاهتمام بالأسواق المالية.
يعمل التداول الاجتماعي من خلال منصات إلكترونية تجمع الملفات الشخصية للعديد من المتداولين، وتعرض استراتيجيات التداول التي يستخدمونها ومعايير الأداء ومستويات المخاطر وغيرها من التفاصيل ذات الصلة. وبصفتك مشاركًا في هذه المنصات، يمكنك البحث في هذه الملفات الشخصية، ومتابعة المتداولين الذين تتفق أهدافهم الاستثمارية مع أهدافك، وتنسخ تداولاتهم في ملفك الشخصي.
تقدم العديد من منصات التداول الاجتماعي تجارب تفاعلية في الوقت الفعلي وتتضمن خصائص مثل موجز الأخبار والمنتديات والدردشات. وهذه الخصائص تضفي طبقة من التفاعل الاجتماعي، مما يمنحك فرصة الدخول في مناقشات مع الآخرين ومشاركة الآراء بل وربما تكوين مجموعات تعاونية للتداول.
رغم مميزاته العديدة، ينطوي التداول الاجتماعي على بعض المخاطر أيضًا. فثمة احتمال دائمًا أن يتكبد المتداول الذين تتبع خطاه خسائر، مما يؤثر على حافظتك الاستثمارية. بالإضافة إلى هذا، يجب أن يكون لديك بعض المعرفة والفهم للأسواق المالية لتقييم استراتيجيات وأداء المتداولين الذين يمكنك تتبع خطاهم.
كما أن الاعتماد الزائد على استراتيجيات الآخرين يمكن أن يؤدي إلى تقييد قدرتك على اتخاذ قرارات استثمارية مستقلة ويعوق تطوير مهاراتك الشخصية في التداول.
يرى الكثيرون أن تداول النسخ شكل من أشكال التداول الاجتماعي. رغم أن الاستراتيجيتان تستفيدان من المعرفة الجماعية لمجتمع التداول، فإن نهج كل منهما مختلف؛ فالتداول الاجتماعي يخلق منصة للمتداولين للتواصل والمراقبة والتعلم من أساليب وأفكار بعضهم البعض. ويتيح خلق بيئة تفاعلية مثل شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للمتداولين مشاركة آرائهم واستراتيجياتهم، مما يساعد على بناء منبع من المعلومات يمكن للمتداولين الاستفادة منه لإثراء قراراتهم الاستثمارية. كما أنه يجمع بين التعلُّم من المجتمع والتحكم الفردي، حيث إن كل متداول في نهاية الأمر يقرر كيفية تطبيق المعرفة التي اكتسبها في تداولاته الخاصة.
في حين أن التداول الاجتماعي يشجع اتخاذ القرارات الفردية، فإن تداول النسخ ينسخ مباشرة تداولات المتداولين الناجحين الآخرين في الوقت الفعلي، حيث يختار المتداول نظيرًا يرى أنه متداول ناجح في المنصة، وينسخ جميع معاملاته مباشرة في حساب التداول الخاص به. وهذه الاستراتيجية تساعد على تسريع عملية التداول حيث إنها تلغي الحاجة إلى تنفيذ كل عملية تداول يدويًا. ومن ثمّ، تصبح استراتيجية تداولك نسخة طبق الأصل من تحركات المتداول الذي تنسخه. وعلى عكس التداول الاجتماعي، فإن تداول النسخ يقدم نهجًا ينطوي على قدر أكبر من الإرشاد، حيث إنك تعكس استراتيجية متداول آخر بشكل مباشر.
تداول الحصر، الذي يُعرَف أيضًا بهجمات الساندويتش، هو استراتيجية تداول أو أسلوب تلاعب يُتبَّع في أسواق العمل...
يشير تداول النسخ إلى محاكاة التداولات الناجحة للمستثمرين ذوي الخبرة،