دليل المبتدئين لمخططات حركة الأسعار
الصفحة الرئيسية
المقالات
دليل المبتدئين لمخططات حركة الأسعار

دليل المبتدئين لمخططات حركة الأسعار

مبتدئ
تاريخ النشر Feb 12, 2020تاريخ التحديث Feb 8, 2024
5m


المحتويات


المقدمة

بوصفك مستجداً في عالم التداول أو الاستثمار، قد تمثّل لك قراءة المخططات مهمة شاقة. يعتمد البعض على شعورهم الداخلي، ويستندون في استثماراتهم إلى حدسهم. على الرغم من أن هذه الإستراتيجية تنجح مؤقتاً في بيئة السوق الصعودية، فإنها لا تنجح على الأرجح على المدى الطويل. 
يقوم التداول والاستثمار، في الأساس، على الاحتمالات وإدارة المخاطر. لذا، فإن القدرة على قراءة مخططات حركة الأسعار مسألة جوهرية في أي نمط تقريباً من أنماط الاستثمار. سيشرح لك هذا المقال ما هي مخططات حركة الأسعار وكيفية قراءتها.


ما هو مخطط حركة الأسعار؟

مخطط حركة الأسعار هو نوع من المخططات المالية يمثّل رسومياً تحركات سعر الأصل في إطار زمني معين. وكما يشير الاسم، يتكوّن هذا المخطط من شموع يابانية يمثل كل منها فترة زمنية متماثلة. ويمكن أن تمثل مخططات حركة الأسعار أي فترة زمنية تقريباً، بدءاً من الثواني وحتى السنوات. 
يعود تاريخ مخططات حركة الأسعار (الشموع اليابانية) إلى القرن السابع عشر تقريباً. ويُنسَب الفضل عادةً في ابتكارها، بوصفها أداة تخطيط بياني، إلى تاجر أرز ياباني يُدعَى "هوما". فكانت أفكاره على الأرجح هي ما قدّمت الأساس لمخطط حركة الأسعار المعاصر الذي يُستخدَم الآن. وقد طوّر كثيرون نتائج "هوما"، وعلى رأسهم تشارلز دو، أحد آباء التحليل الفني المعاصر.

في حين يمكن استخدام مخططات حركة الأسعار لتحليل أي نوع آخر من البيانات، فإنها تُستخدَم غالباً لتسهيل تحليل الأسواق المالية. فعند استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تساعد هذه الأدوات المتداولين في قياس احتمالية النتائج في حركة الأسعار. ويمكن أن تكون مفيدة كذلك في تمكين المتداولين والمستثمرين من تكوين أفكارهم الخاصة بناءً على تحليل السوق.


كيفية عمل مخطط حركة الأسعار

لا بد من تحديد نقاط الأسعار التالية لإنشاء كل شمعة في مخطط حركة أسعار:

  1. الافتتاحأول سعر تداول مسجل للأصل في الإطار الزمني المحدد.
  2. الأعلىأعلى سعر تداول مسجل للأصل في الإطار الزمني المحدد.
  3. الأدنىأدنى سعر تداول مسجل للأصل في الإطار الزمني المحدد.
  4. الإغلاقآخر سعر تداول مسجل للأصل في ذلك الإطار الزمني المحدد.



يُشار عادةً إلى هذه المجموعة من البيانات مجتمعةً باسم قيم OHLC (أي قيم الافتتاح، والأعلى، والأدنى، والإغلاق). والعلاقة بين سعر الافتتاح والسعر الأعلى والأدنى وسعر الإغلاق تحدد كيف يبدو مخطط حركة الأسعار.

يُشار إلى المسافة بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق باسم "الجسم"، بينما يُشار إلى المسافة بين الجسم وأعلى/أدنى سعر باسم "الفتيل أو الظل". والمسافة بين أعلى وأدنى سعر في الشمعة يُطلَق عليها مدى مخطط حركة الأسعار. 


كيفية قراءة مخطط حركة الأسعار

يرى الكثير من المتداولين أن مخططات حركة الأسعار أسهل في قراءتها من المخططات الشريطية والخطية التقليدية، وإن كانت تقدّم معلومات مماثلة. فيمكن قراءة مخططات حركة الأسعار في لمح البصر، حيث تقدّم تمثيلاً بسيطاً لتحركات السعر. 

عملياً، يوضح مخطط حركة الأسعار التنافس بين الاتجاهات الصاعدة والهابطة خلال فترة زمنية محددة. وبوجه عام، كلما كان جسم الشمعة في المخطط أطول، كان ضغط الشراء أو البيع أكبر خلال الإطار الزمني المُحدد. وإذا كان فتيل الشمعة في المخطط قصيراً، فهذا يعني أن السعر الأعلى (أو الأدنى) في المخطط الزمني المُحدد قريب من سعر الإغلاق.

قد يختلف اللون والإعدادات باختلاف أدوات التخطيط البياني، لكن بوجه عام، إذا كان جسم الشمعة أخضر اللون، فهذا يعني أن الأصل قد تم إغلاقه بسعر أعلى من سعر افتتاحه. ويعني اللون الأحمر أن السعر هبط خلال الإطار الزمني المُحدد، ومن ثم فإن سعر الإغلاق أدنى من سعر الافتتاح. 

يفضل بعض مصممي المخططات استخدام تمثيلات الأبيض والأسود. فبدلاً من استخدام الأخضر والأحمر، تُمثّل المخططات حركات الصعود بشموع مجوفة وحركات الهبوط بشموع سوداء.


ما لا يخبرك به مخطط حركة الأسعار

على الرغم من أن مخططات حركة الأسعار تفيد في منحك فكرة عامة عن تحركات السعر، فقد لا تقدّم لك كل ما تحتاج إليه لإجراء تحليل شامل. على سبيل المثال، لا توضح مخططات حركة الأسعار بالتفصيل ما حدث خلال الفترة الزمنية بين الافتتاح والإغلاق، وإنما تعرض فقط المسافة بين النقطتين (إلى جانب أعلى وأدنى سعر).

من الأمثلة الأخرى على ذلك أنه على الرغم من أن فتائل الشموع في مخطط حركة الأسعار تخبرنا بالفعل بأعلى وأدنى سعر خلال الفترة الزمنية المحددة، فإنها لا توضح لنا أيهما حدث أولاً. ولكن في معظم أدوات التخطيط البياني، يمكن تغيير الإطار الزمني، ما يسمح للمتداولين بالاطلاع على أطر زمنية أقصر للحصول على مزيد من التفاصيل.


يمكن أن تحتوي مخططات حركة الأسعار على الكثير من مشتتات السوق، لا سيما عند رسم تخطيط بياني لأطر زمنية أقصر. فيمكن أن تتغير الشموع سريعاً للغاية، الأمر الذي يمكن أن يجعل من الصعب تفسيرها.


مخططات حركة الأسعار من نوع هيكن آشي

لقد ناقشنا، حتى الآن، ما يُشار إليه أحياناً بمخطط الشموع اليابانية. لكن ثمة طرقاً أخرى لحساب مخططات حركة الأسعار. هيكن آشي هو أحد هذه الطرق.

يعني اسم "هيكن آشي" باليابانية "شريط المتوسط". ويعتمد هذا النوع من مخططات حركة الأسعار على صيغة مُعدَّلة تستخدم بيانات متوسط السعر. والهدف الرئيسي منها هو تسهيل فهم تحركات الأسعار والتخلص من مشتتات السوق. ومن ثم، فإن الشموع بمخططات هيكن آشي يمكنها أن تيسر تحديد اتجاهات السوق، وأنماط الأسعار، والانعكاسات المحتملة.

يستخدم المتداولون شموع هيكن آشي عادةً مع مخططات الشموع اليابانية لتجنب أي إشارات خاطئة وزيادة فرص تحديد اتجاهات السوق. وشموع هيكن آشي الخضراء التي لا تحتوي على فتائل سفلية تشير بوجه عام إلى اتجاه صعودي قوي، بينما الشموع الحمراء التي لا تحتوي على فتائل علوية قد تشير إلى اتجاه هبوطي قوي.

على الرغم من أن مخططات هيكن آشي يمكن أن تكون أداة قوية، فإن لها جوانب قصور شأنها شأن أي طريقة تحليل فني أخرى. فنظراً لأن هذه المخططات تستخدم بيانات متوسط السعر، فقد تستغرق الأنماط وقتاً أطول لتتطور. ولا توضح هذه المخططات أيضاً فجوات الأسعار، وقد تحجب بيانات الأسعار الأخرى.


أفكار ختامية

تُعَد مخططات حركة الأسعار إحدى أكثر الأدوات أهمية لأي متداول أو مستثمر. فهي لا تقدّم تمثيلاً مرئياً فقط لتحركات سعر أصل معين، وإنما توفر كذلك مرونة في تحليل البيانات في أطر زمنية مختلفة.

يمكن للدراسة المكثفة لأنماط ومخططات حركة الأسعار، إلى جانب اتباع طريقة تفكير تحليلية وما يكفي من الممارسة، أن تمنح للمتداولين في النهاية ميزة في السوق. ولكن معظم المتداولين والمستثمرين يتفقون على أنه من المهم أيضاً وضع الطرق الأخرى في الاعتبار، مثل التحليل الأساسي.